خاص فسانيا.
شاركت صحيفة فسانيا بورقة بحثية بعنوان:” من أجل جمهور قارئ بشغف: مسارات الخطاب وتحولات التلقي… أثر الصفحات الثقافية في تشكيل الوعي – الرواق الثقافي في صحيفة فسانيا نموذجًا“.
الورقة التي كتبتها مشرفة الملف الثقافي نيفين الهوني ألقتها الصحفية بية خويطر وذلك في الندوة العلمية التي نظمها المركز الليبي للأبحاث والدراسات بعنوان: المجلات والملاحق الثقافية في ليبيا: التاريخ والواقع والمستقبل. وركزت الورقة على الدور الحيوي الذي لعبته صفحات فسانيا في خلق فضاء تفاعلي مفتوح أمام القراء والكتاب والمبدعين وأهمية الصحيفة في إثراء المشهد الثقافي الليبي وبناء جسور المعرفة والوعي الأدبي.

وانطلقت أعمال الندوة بكلمة لرئيس المركز الذي رحّب بالحضور مؤكدا أهمية الملاحق الثقافية بوصفها ذاكرة حيّة للمشهد الأدبي ثم قام المركز بتكريم أربع شخصيات بارزة كان لها حضور مؤثر في الصحافة الثقافية وهم: المهدي يوسف كاجيجي ومحمد أحمد وريث وعبدالله سالم مليطان ورامز رمضان النويصري
وتواصلت أعمال الجلسة العلمية الأولى برئاسة رامز رمضان النويصري حيث قدّم الأديب محمد عبدالسلام المسلاتي ورقة تناول فيها تلاشي الذاكرة الثقافية وتحديات أرشفة الملاحق بينما استعرض عبدالله سالم مليطان مسيرته الصحفية فيما قدم محمود محمد ملودة عرضا عن تاريخ مجلة الفصول الأربعة ودورها في حفظ التجربة الأدبية الليبية
واستؤنفت الندوة بالجلسة العلمية الثانية التي ترأسها محمود ملودة وشارك فيها رامز رمضان النويصري بورقة تناولت الحاجة الملحّة لاستمرار الملاحق الثقافية ومآلاتها الراهنة ثم قدمت بية خويطر ورقة الملف الثقافي حول الرواق الثقافي في صحيفة فسانيا وما يمثله من مساحة للتلقي والتفاعل الثقافي. بينما اختتم حسين المزداوي أعمال الجلسة بورقة حول تجربة صحيفة الأسبوع الثقافي
وأوضح رئيس المركز المحمود المهدي الغتمي أن الندوة جاءت لتسليط الضوء على الأزمة التي يمر بها المشهد الثقافي الليبي متحدثا عن توقف مجلات رائدة بعد عام 2011 مثل الثقافة العربية والفصول الأربعة والجليس والرواد إلى جانب اختفاء أغلب الملاحق اليومية وهو ما اعتبره أزمة تهدد الذاكرة الثقافية الليبية. مشيرا في الوقت نفسه إلى أن النشر الإلكتروني ساعد في حفظ جزء من الذاكرة من خلال منصات مثل بلد الطيوب الذي تم تكريم مؤسسه خلال الندوة غير أنه شدد على أن الرقمنة لا يمكن أن تكون بديلا كاملا عن المجلات الورقية داعيا إلى إحيائها أو تأسيس مطبوعات جديدة تحافظ على الذاكرة الأدبية.

ومن جهته أوضح الأديب محمد المسلاتي أن مشاركته تناولت أهمية الملاحق الثقافية ودورها في تشكيل الوعي الأدبي مستعرضا نماذج ليبية مثل ملحق الأسبوع الثقافي ومجلة الثقافة العربية وتجارب عربية وعالمية كملحق أخبار الأدب ومجلتي الدوحة والعربي وملحق لوموند الفرنسية والتايمز الأمريكية. موضحا أن التحول الرقمي وإن سمح بانتشار الكتابة خارج مؤسسات الصحافة التقليدية فإنه في المقابل يهدد الذاكرة الأدبية التي كانت تجمعها الملاحق الورقية.
وانتهت أعمال الندوة بجلسة نقاش مفتوح بين الباحثين والمشاركين في أجواء اتسمت بالحيوية وتبادل الرؤى حول مستقبل الملاحق الثقافية وسبل الحفاظ على الذاكرة الصحفية والأدبية في ليبيا. وخرج المشاركون بتوصيات أساسية تتمثل في إطلاق مشروع وطني للتوثيق الإلكتروني لكل المجلات والملاحق الثقافية الليبية والحفاظ على النسخة الورقية وعدم التخلي عنها والسير في مسارين متوازيين يشملان أرشفة إلكترونية حديثة وإحياء الملاحق والمجلات الورقية باعتبارها جزءا من الذاكرة الأدبية.













