يقف خفيفاً فتحسبه هيكل الهواء … يراهن بصر الرائي : فلوجوده الأبيض ذاكرة مختلفة ، لايتذكر ملامح شجرته الأم : لكنه يحفظ المسوخ التي عجنت عاجه الإصطناعي حين تسطح الموت، لايعرف عبق المطر الخفي في عروقه، و يعي بحدة انسلال لارائحتهما بين الجثث والفحم الحجري! إنه الكرسي الأبيض:
لايكنس الحفيف صمته الممزوج بالحسيس ، و لا يدرك كنه لونه في عتمة الباطن ! ولد من مزيج لامتوقع في جوف الأرض : كرسي أبيض حول عالم الغابة لفطيرة مرعبة وفرغ أبعاد الديناصورات في بساطته لينضج ..
هو الكرسي الأبيض ابن الذهب الأسود : زبدة الحياة الغابرة، و ظلوع المشيئة .. يسرق أرجل العشاق الألي يجلسون عليه ؛ و يسير يسير داخل نفسه، مسنداً ظهره لشبق كائناته المشوش، لا يعرف ماهو عليه، لكنه يمتن ببياضه لأقواس قزح تنبعث من ماضيه اللامعقول !! (الصورة المرفقة تصوير و مونتاج الفنان التشكيلي علي العباني)
الشاعرة / مبروكة الاحول