اعداد :: حسن المغربي
وصف الضبع في الشعر العربي
الضبع حيوان مفترس ، يشكل خطرا كبيرا على الإنسان في كل الأوقات ، خاصة إذا قلّت الحيوانات التي تفترسها في البراري ، ومن هنا كان اعتداد الشاعر العربي بنفسه ، إذا تمكن من هذا الحيوان ، وقد استطاع الشاعر العربي أن يعطينا فكرة دقيقة عن طبائع الضبع وخصالها الخبيثة في القتال . ولشاعرنا متمم بن نويرة قصيدة رائعة يصف فيها الضبع ، كيف لاقاها ، وقاتلها وهو أعزل بعد أيام من الحزن والهم .
مُتَمّمُ بن نُويرة
( مصارعة الضبع )
متمم بن نويرة : شاعر عربي من قبيلة مضر ، وهو صحابي ، وأخو مالك بن نويرة الذي قتل في حروب الردة زمن الخليفة أبي بكر الصديق ، توفي متمم عام 30 ه ، وقد روى له ( المفضل الضبي ) قصيدة طويلة من 45 بيتا ، بدأها بعتاب حبيبته على طول الفراق ، ثم وصف ناقته وشبهها بالحمار الوحشي ، ووصف فيها فرسه أيضا ، وعرج كعادة الشعراء إلى ذكر الشراب والندمان ، وبعد ذلك انتقل إلى صفة الضبع وكيف لاقاها وهو مثقل بالجراح ، وفي نهاية القصيدة استطرد الشاعر إلى وصف سيفه ، والحديث عن الدهر والأمم الغابرة .
يقول متمم في ( مصارعة الضبع ) :
يا لهف من عرفاء ذات فلِيلةٍ جاءت إليّ على ثلاثٍ تخمَعُ
ظلّت تُراصِدُني وتَنظرُ حولها ويُرِيِبُها رمقٌ وأنّي مُطمِعُ
وتظلُّ تنشِطُني وتُلحِمُ أَجرِياً وسط العرين وليس حيُّ يَدفعُ
لو كان سيفي باليمين ضَربتُها عنّي ولم أُكل وجنبِي الأضيَعُ
ولقد ضربتُ به فَتُسقِطُ ضربتي أيدي الكُماةِ كأنّهنّ الخِروعُ