وجه الرواية..حبيبي داعشي ( قراءة في رواية الكاتبة المصرية هاجر عبد الصمد حبيبي داعشي )

وجه الرواية..حبيبي داعشي ( قراءة في رواية الكاتبة المصرية هاجر عبد الصمد حبيبي داعشي )

قراءة :: ابوبكر عبد الرحمن

“كلما احتدمت أحوالنا واحتدت من حولنا، مثلما هو حالنا اليوم، اشتد احتياجنا إلى الكتب.. كطوقِ نجاة.”
أو “الحب” كما اقتُبِسَتْ من “يوسف زيدان” في مدخل رواية حبيبي داعشي، التي تم مصادرتها مؤخراً في مدينة المرج، من قال فيهم نيتشه يوماً إنهم ذبحوا العقل وأكلوه، فقد تحصٌلت عليها وقرأتها إلكترونياً، والأمر الذي أثار سخريتي أن الذين صادروا الكتب هم أنفسهم سلفيون متطرفون لسلطات اﻻحتلال النجدية، فكر أيديلوجي واحد يدعو إلى الإرهاب ومصادرة الآراء ويحتكر الأفكار بقوانينه المسبقة ولافرق بينه وبين عناصر “دولة الخلافة” كما تدور أحداث الرواية، المقسمة إلى ثلاثة أجزاء.
فمنذ أن قرأت عنوانها للوهلة الأولى، كانت ردة فعلي الأولى، وهي بسبب الفضول الذي تمٌلكني إزائها بقرائتها فوراً، على عكس الثانية التي تقتضي تجاهل الرواية، ولكن، على عكس العنوان كانت الراوية هاجرعبدالصمد، من الأعمال التي تضاف إلى المكتبة العربية المحلية، فلغتها الركيكة والمزعجة والصيغة البنيوية البسيطة فيها، تثبط الرواية، إلا أنها رواية تفصح عن كثير من مآلات أولئك الملتحقين بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وعن بداية نشأتهم في البيئة العربية الأكثر فساداً في هذا العالم، و المشحونة، وكيف يتغير مسار حياتهم بسبب العجز والفقر؟ لاجئين من الغول لسلاٌل العقول، أو التقاليد و الموروثات الدينية، التي يتعرض لها الوالجون إلى تلك الأسواق في المرويات الخرافية، متحولين إلى مسوخ عديمي الإنسانيُة ومتخلصين من آخر بقايا بشريٌة فيهم، أكثر من ذلك، عداء العرب والغرب، العلمانية و الليبرالية في الحالة الأولى، و الإمبريالية والكافرة في الحالة الثانية،
والقول بأن الرواية رومانسية، أيضاً يجعلني متيقنا بأن ذلك القارئ لم يقرأ الرواية أصلاً، بل اكتفى بقراءة الغلاف الخارجي لها، أو أنه لم يسبر أغوار الرواية ويشاطرني قول المدونة الجزائرية “خولة شنوف في أنه “: يتعاطى القارئُ العربيّ الشّاب مع الرواياتِ ذات الطابع الدراميّ”، تقول منتقدة في قراءتها: ” بدراما أكبر منها، وبعاطفةٍ جيّاشة وبمشاعرَ تصلُح لإنتاج فيلمٍ رومانسيّ ممل، تجدْه يتعاطف مع روايات تحكي قصصَ حبٍ شبهَ خيالية كأنّما يبحثُ عن حياةٍ افتقدها في الواقع ووجدَ نسخة منها داخل تلك الرواية.
فتجد شاباً يكتب منشوراً يصفُ فيه تأثره ودموعه التي انهمرتْ أثناء قراءته لرواية : كن خائنا تكن أجمل، وأخرى تتمنى لو عاشت أحداث رواية “حبيبي داعشي” وآخر يطلب من أصدقائه أن يرشدوه إلى أقرب مكتبة تبيع رواية في قلبي أنثى عبرية، لأنه يرغب بإهدائها لحبيبته في “عيد الحب”
إن الرواية قد فضحت تلك السطحيٌة والسذاجة، للمتخلٌفين مقولبي التفكير والمتدينين بدينهم عندما منعوا هذه الرواية عن القرٌاء في الحالة الأولى، والقرٌاء الذين امتدحوا الرواية أكثر مما تستحقه بإنها الإسهام الأعظم في الأدب، محيطينها بهالة من الإطراء المبتذل أشبه بالشيخ الذي يقرأ سورة مريم العذراء من المصحف،
يكفي القول إن الرواية ممتعة وتشٌدك حتى نهايتها وغير مملة، وهي محاولة جيدة للكتابة وعمل روائي جميل.
فالقراءة تجربة مضجرة بالنسبة للآخرين، بالنسبة للآخرين بصورة خاصة.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :