التقاهن :: عثمان البوسيفي
الحدث معرض دأب مركز تنمية الصادرات أقامته منذ سنوات من أجل دعم صغار المنتجين لعرض إنتاجهم في معرض طرابلس الدولي ضم منتجي العسل والزيت والتمور وبعض المنتجات التراتية لبعض المناطق الليبية الذي استمر لمدة أربعة أيام واختتم يوم 2\12\2018 . هذه المرة اجتمعن وهن يحلمن بالمشاركة وعرض منتجاتهن البسيطة في قيمتها والكبيرة في معناها جمعهم المعرض وجمعتهم رقعة جغرافية غنية بالبترول والمعادن والشمس التي تنتج كهرباء نظيفة ومع ذلك يعيش سكان تلك المناطق حياة بائسة مهما حاول القلم نقلها لن يستطيع .
حفصة سليمان … مركز ذرر
التقيتهن في اليوم الأخير وقد اكتظ المكان عن آخره لجموع أتت مسرعة لشراء التمور والزيت والعسل لكن قلة قليلة جدا اهتمت بالوقوف أمام لوحات الشابة الصغيرة حفصة القادمة من عاصمة الجنوب الليبي سبها وقد عرضت بعض لوحاتها وهي تأمل الحصول على زبون يقدر قيمة ما فعلته التقيتها وتجاذبنا أطراف الحديث وعن مشاركتها في المعرض:\
أشارت في بداية حديثها عن شغفها بالرسم على الرغم من أن دراستها تتعلق بالاقتصاد لكن الرسم ظل هو من يحتل مساحة كبيرة عندها ومشاركتها في هذا المعرض تأتي لعرض أعمالها القليلة والبحث عن زبون يقدر قيمة ما قامت به . وهي أول مشاركة لحفصة رغم ارتفاع قيمة أدوات الرسم ولم يعد من السهل على الكثيرين كما قالت حفصة ممارسة هذه الهواية . وعن الرسم قالت إنها تقوم بتعليم الأطفال الصغار في مواجهة بؤس عميق يضع مخالبه في الأرواح الساكنة في الصحراء البهية وقد عبرت عن فرحتها بهذه المشاركة وكلها أمل في وجود من يدعم الصناعات الصغرى في الجنوب الحبيب رغم أنها لم تبع أي لوحة من لوحاتها ..
د. رقية الزين … مركز سكين كير ..
هي الأخرى أتت للمشاركة وعرض منتوجها في مجال إنتاج زيوت وكريمات العناية بالشعر من مواد طبيعة غير ضارة بالبشرة من خلال علامتها التى أسمتها (سكين كير ) وقد سألتها هل تملكين معملا خاصا بك أجابت باسمة أنها تطمح في أن يكون لها ذلك لكنها حاليا تعمل من خلال غرفة صغيرة في عيادة العناية بالبشرة في مدينة سبها وتنتج كمية صغرة ومحدودة في ظل غلاء المواد الخامة التي تستخدمها وعدم قدرتها على إنشاء مصنع صغير يستهدف صناعة عدد أكبر .
أحلامها كبيرة لكنها تصطدم بواقع مرير وغياب أي دعم للمشروعات الصغيرة يبقي رقية في غرفتها الصغيرة في العيادة منتظرة مؤسسات تهتم بدعم ومساعدة أصحاب المشاريع الصغرى في ختام حديثها أعربت عن سعادتها البالغة للمشاركة في المعرض .
خديجة مختار … اللؤلؤة المكنونة
لم تخطط خديجة لمشروعها الخاص فقد كانت تساعد أختها في تزيين بطاقات حفل تخرجها وقد تمكنت من إعادة تدوير بعض المخلفات للاستفادة منها في مساعدة شقيقتها . وقد قررت العمل على إعادة تدوير كل المخلفات التي تقابلها وصناعة أشياء ذات قيمة تستخدم في الزينة . مناسبات سعيدة بأسعار قليلة هذا هو شعار خديجة لتخفيف العبء عمن يريد إقامة مناسبته باستخدام أشياء كانت مهملة وكانت في طريها إلى مكب القمامة للتخلص منها .
هدى عبدالله ..معمل السجايا لصناعة الصابون
هدى اختارت المشاركة من خلال صناعة بعض قطع الصابون وقد أتت هي الأخرى من الجنوب الليبي النائم على كنوز كثيرة ويعيش أياما صعبة . يبقى السؤال معلقا من يساعد هدى وزميلاتها المشاركات في المعرض لتجاوز الصعاب التي تقابلهن وكيف لهن أن يحققن أحلامهن في أرض بور ؟
بلقيس عبدالله .. الرونق للتصميم والدعاية بلقيس
اختارت مجالا لا تعمل به الفتيات في منطقة وادي الشاطئ التي أتت منها لكنها اختارت خوض غمار التجربة وكلها أمل في النجاح مشاركتها في هذا المعرض هي الأولى وقد قالت إنها ممتنة لهذه المشاركة التي سوف تدفعها إلى بذل المزيد من أجل النجاح ومعرفة المزيد عن المعارض وكيفية الاستفادة منها في تطوير نفسها ..
سليمة حامان …فزان لصناعة البخور والعطور
سليمة هي الأخرى قطعت ذات المسافة لتكون هنا في براح المعرض المكتظ بالتمور والعسل والزيت فيما هي اختارت عرض ما صنعته من بخور يلقى رواجا عند السيدات الباحثات عن بخور صناعة محلية وذو جودة .
التقيتها على عجل وهي تحاور زبونة وقفت تسألها عن نوع معين من البخور وربما تشتري منها إن أعجبها المعروض . الاكتاظ في اليوم الأخير لا يسمح لك بالعمل من أجل متابعة تفاصيل كثيرة يبحث عنها القارئ ويعشقها الصحافي المسكون بعمق الحرف في أرض تظل شاسعة في المساحة وضيقة في التفاصيل .
غادرن المعرض وهن يحلمن بمشاركة جديدة وقد حققن جزءًا من أحلامهن وتبقى الأسئلة تتوارد لماذا لا ندعم قطاع الأعمال الخاص للتقليل من هذا الاكتظاظ الكبير في القطاع العام ترهل بأعداد كبيرة بعضها قادر على الإبداع حين يجد من يقف معه ويشد أزره.