- محبوبة خليفة
مابين خالي وخالتي امتد الوادي بين شارعيهما يجاورهما ويفصل بين بيتيهما.
إن اشتاق خالي لشقيقته يفتح باب شرفته فيقابله بيتها على الضفة الأخرى وربما شعرت خالتي بوقفته على الشرفة فتخرج هي الأخرى لشرفتها وتلوح لشقيقها الصغير الوسيم.
كبر خالي وخالتي وصار البيتان بيوتاً على الضفتين تصل ما يقطعه الوادي ، وزاد عَقِبَهما وامتَدّ وعمّر وزرع وسقى وأينع زرعه وتفتحت وروده، وواصلت الأجيال من بعدهما المحبة والتلويح من الشرفات، فلا حاجز يمنع المحبة حتى ولو كان وادياً .
كانت (منال)*في شرفتها تلك الليلة تستنجد ووحشة الموت تطبق على أنفاسها ومعها أبنائها الأربعة أحفاد خالي وخامسهم سَمّيُه مرعي من إبنه محمد ..
على الضفة المقابلة كان جبل ماءٍ لا عاصم من جبروته وقسوته يأخذ فتحي* وعمر ومحمد وتسعٌ من ابنائهم، أحفاد خالتي .
هل ستسعد خالتي وخالي في ملكوتهما بهذا الجمع العائلي وهم يلوَّحون مودّعين بعضهم بعضا-وداع المضطر بلا اختيار المغدور بلا سند -عبر الوادي الذي أخذهم قبل أن يَسْعَدوا بإشراقة شمسهم وصباحاتهم القادمة .
الى عفو الله ورحمته
*منال حسان
*فتحي وعمر ومحمدالمحجوب الحصادي
وفي المعية 16 عشر من أبنائهم وزوجاتهم ..