- صابر العبسي
إلى الشاعرة أمامة الزاير
من مَصبّ النّفاياتِ في آخر الليّل
من رحْلة التّيهِ للصّيد أبْتُ
إلى حُجْرتي مُجْهدًا،
وعلَى متْن ظهْريَ كِيسُ الحمَاقاتِ
كيسٌ من المهْملاتِ الثّمينَة
أنْزلْتُه بأناة،
أمَامي على القَاع أفرغْتُ أشْياءَه كلَّها
كغنائمَ ليْستْ تُضاهَى
لكُم سوْف أعْرِضُها
سلّة مثْل رأسي معبّأة بالأظافير بالملْح والقهْقهاتِ،
سجائرُ كوبيّة لاحتكار البُطولة في مشْهدٍ،
شفْرةٌ للحلاقة آخذة ٌهيئة الذكريات الرّجيمة في الحلْق،
مرآةُ مرْكبة السنْدرلا مشقّقةٌ تتطاير منهْا الحباحبُ،
مبْولةٌ للدّساتير،
نافذةٌ للتّبوّل أوْ للْبصاق على الذّاهبين حزانَى
وراءَ جنازةِ من قتلُوه،
مشَابِكُ فضّيةٌ،
قفّةٌ للنّويقد من جيلِنا،
مشْرطٌ لجراحَة ما حذفتْه يدايَ
مناديلُ بيْضَاءُ لهْفَى،
لتوديعِ من غادَروا كوخَهم في قطارٍ
ولم ينْجُ منْهم ولوْ شبحًا من رؤايْ،
مساحيقُ طيّ التّجاعيد أقنعةٌ للتنّكّر في مأتم الكرْنفال،
زجاجةُ فودكا لتحرير لاَوعينا الكبْش
من ربْقة الجِنرال
إذا نفدتْ صارت المزهريةَ أرْفعها عاليًا،
ثمّ أملؤها بالدّموع الرّياحينِ
ألبومُ رَاقصةٍ ذكّرتني برابعة العدويّة حانيةً تتعرّى،
لترويض ذئْب البراري الّذي حوْلها يرْقصُ الجازَ في البارِ
ولاّعة من سُعار لإشْعالِ غُول حكايات جدّاتنا
في اللّيالي الثّقال،
خواتمُ،أسورةٌ، وشناشيلُ من ذهبٍ
كنت أهديْتها
عادت الآن في قبْضتي كتلةً من نحاسٍ
سأصهدها ثم أصْنع من وحيها الدرْع والسيْف
أوربّما خنْجرا للإغارَة
منْفضةٌ للسّعال من القلْب،
أشْرطة للإباحة،
قدْرٌ من الخزف النابليّ لطمرِ الفلافل
في تربة من ضريح الوليّ،
قواريرُ بيبْسي لتزْجية الوقْت حرّية وانْتصارا
لكنعانَ يُجْلَدُ في القبْو،
لا أحدٌ كانَ يصْغي
مساميرُ سوداء ُشتىّ لدقّ الظلال على الجدران التّي
لم تكن حجرا لا ولا خشبًا من أعالي الجبال
ولا جدران سوى أضْلعي
علم وطنيّ لقافيَتي ..
ورَقٌ باذخٌ للقمار بزوجات جلجامش المصْطفى
ورَقٌ لاجواكيرَ فيه،
سوى الحشراتِ من السّاسة العائدين المسوخ
على ظهْر دبّابة الاحْتلال ومن فوقهم
طائراتُ الجحيم مدمدمةً
صورٌ للرّئيس المفدّى مبلّلةٌ بدم الحيْض
مشْط بأسْنانِ كلْبٍ،
لتسريح ما يتشقّقُ في داخلي
من الشّبهات الكثيفة
روزْنامةٌ لا مواسم فيها
سوى الشمْسِ تُشْرق ولْهى من الغرْبِ
إسْفنْجةٌ لامْتصاص الّذين من الدوْرة الدمويّة
والعيْن قد سقطوا كالزّجاج
على القَاع،
خُمْسة فاطمة الآه،
خلخالها الذهبيُّ الذي لم يزلْ في البَعيد
من اللاّعبين برأْسِ الحُسيْن يرنّ،
عصا الخيزران عصا السحْر مكْنسةٌ للغبار
حصاني المجنّحُ بي كالدّخانِ إلَى سدْرة الله
إبريقُ شَايٍ لماردِنا اليُعْربيِ الخدومْ
سَاعةٌ دونما عقْربين مفكّكَةٌ
رغْم ذلك مافتئت مثل كعبيْ حذاءٍ يطقطق
حبْلٌ لنشْر الجراحاتِ أقمطةً
إبرٌحادّةٌ لترتّقَ ما يتَفتقُ من طعنات القرنْفل في الرّوح
بوقٌ لإعلان حربٍ على العالم الهمجيّ
سيور حذاء لففتُ بها
عنقي ربطةً للأنَاقة سوّيتُها
واسْتويتُ على فرس الرّيح في التّيه
فيما عيونُ السّماوات نامتْ،
ونامتْ كذلك أعين فايسْبُوكِياتِ الإثارةِ
من كلّ هذي المعادن للخردوات التي تلفت
أبْدأ الآن
أبدأ بالطّيران بعيدًا عميقًا
وأخلقُ نفْسي بنفْسيَ
أخلق أسطورتي في الظّلام
بتأْثيثِ هذا المكان