عمر أبو سعدة
عندما يتصادم المجتمع الواحد على شاكلتنا وتسود الحروب ويصاب العقل الجمعي بالعجز والعمى ، حتماً ستبصر عنه النُخب لتنير الطريق حتى يستقيم وأعني بالنُخب النزهاء المصلحين من سياسيين ومفكرين ومنظمات مجتمع مدني وكُتاب وصُناع رأي في إطار مفهوم مسئوليتهم الوطنية .
ان المجلس الرئاسي أعلى منصة تنفيذية طرح تحت عنوان عريض في برنامجه السياسي والاجتماعي قضية المصالحة الوطنية كأولوية ، وعندما تسلم السلطة ساد صمتاً وسكون غير مبرر ولا مفهوم ، ألا من بعض إشراقات كمبادرة كلية القانون بجامعة طرابلس وأخرى إنسانية كإطلاق سراح بعض أسرى الحرب ومبادرات اجتماعية، جِمال من فوقها رجال ورايات بِيض تبشر بالسلام وهذا حميد ولكن قطعاً غير كافي ولا مرضي .
لإدراكي ان المصالحة الوطنية والسلام هما القضية المركزية للشعب الليبي وأيضاً مسئولية مشتركة بين المجتمع والحكومة اعتقد ومعي كُثر لا يمكن بناء حاضر أو مستقبل بهذا البلد على انقاض نسيج اجتماعي متصدع وأتفهم أن للمصالحة الوطنية وجهين أحدهما سياسي عالي المخاطر نُفذ بأيادي خارجية وداخلية أُختزل في النزاع والحرب بين الشرق والغرب فمزج بين المصالح الخارجية والبحث عن السلطة الداخلية وهذا شِق وصلنا فيه لاتفاق وحلول أما الوجه الآخر للمصالحة اجتماعي قاسي وصعب الملامح تجسد في حروب قبلية ومناطقية داخل الجغرافية الواحدة لم نجني منها ألا سلسال من الدم والموت والخراب والكراهية والبغضاء، لتترك لنا السؤال الصعب كيف نصنع مصالحة وطنية وسلام مستدام ؟
وما هي الوسائل والآليات لإنجاز هذه المصالحة ؟ وهل أدبيات إرث المصالحات عندنا قادرة على الصمود في وجه مأساة عشريتنا السوداء التي لم يعرفها تاريخنا القديم ولا الحديث ، ام سنستعين بتجارب الآخرين المعاصرة في حل النزاعات كالجزائر أو جنوب أفريقيا او راوندا فقد تجاوزوا مرارات تشبهنا بمعادلة ( العدل والتسامح والاحترام والاعتذار ) فما هو النهج السليم لمبتغانا السلام ؟
وهل يظل السؤال الصعب مشرعاً على مصرعيه دون اجابات في كيف سيصنع الليبيين سلاماً مستدام …
خلاصة قولي … علينا ان ندرك أن انجاز المصالحة الوطنية والسلام عملاً لا يضاهيه عمل وليس له سقف ولا حدود في التفكير والجهد والمال حتى يُنجز .