الأفتتاحية
نحن الان في شهر رمضان المبارك وما هي إلا بضعة أيام ونكون في صلب الشهر الفضيل ومازالت الأزمة المادية قائمة في كل مدن ومناطق الجنوب بل إنها في الآونة الأخيرة زادت وإستفحلت بشكل عجز فيه المواطن البسيط في فزان عن الحصول على قوت يومه فكيف به وهو في موسم المصاريف الكبرى ” رمضان ثم العيد ” !
أزمة الصرف الصحي في مدينة سبها قديمة متجددة وكل ما في الأمر أنها في السنوات الأخيرة زادت من معدلات الظهور لأن الإمكانيات البسيطة التي كانت تحد من حصولها قد تم نهبها وسرقتها في وضح النهار ودون أي رادع قانوني أو إجتماعي أو أخلاقي ودون أي أمل في تحرك ” الجهات المسؤولة ” تجاه المجرمين .
وصل فصل الصيف أخيراً ووصل معه ذلك المرافق الذي لم يفارقه منذ عدة سنوات وهو الذي بات معروفاً بإسم ” طرح الأحمال ” ومع وصول الإثنين نستطيع أن نقول بحكم الخبرة أنه سيكون صيفاً شاقاً على الناس في الجنوب حيث الحرارة تبلغ مستويات قياسية وحيث تجار الأزمات يرون في زيادة معاناة البسطاء أسهل طريقة لدخول نادي الأثرياء .
سبها مدينة وليست مجموعة من ” النجوع المتلاصقة ” .. لماذا يصر سكان مدينة سبها على تغيير هذه الحقيقة ؟؟ ولماذا صاروا يتقوقعون داخل أحياء منفصلة بل ويقطعون الطرق بين هذه الأحياء لتعزيز تحويل سبها من مدينة كبيرة إلى كنتونات صغيرة ؟؟
السطو المسلح هو المهنة الوحيدة التي لن يصيبها الكساد في مدينة سبها .
فالحالة الإقتصادية تحتم على الناس أن يخرجوا ويتجولوا داخل وخارج المدينة ولو كان في الخروج خطر كبير ،والجهات الأمنية إنقرضت في سبها ولم يعد لها وجود إلا في محاضر إجتماعات بلدية سبها وجحافل اللصوص وقطاع الطرق تضم كل يوم العشرات من المنتمين الجدد .