حاورته : حنين عمر
محمد السنوسي الغزالي صحفي وأديب صنع من الحروف والكلمات عالما خاصا به، يمتلك لغة شائقة وأسلوبا مهذبا وصورا فنية جميلة، ليجد عمله الإبداعي طريقا سهلا لقلب المتلقي..عاش طفولة شقية وفقد والدته مبكرا وربما لهذا السبب عرف بدفاعه ومساندته للإناث، سطع في الصحافة منذ زمن و كتب القصة والرواية والمقال، له عدة مؤلفات طبع منها مجموعته القصصية”بعض من سير التعب” والبقية لم تنل حظها من النشر بعد..
________________________
- الكاتب محمد الغزالي هل لك أن تخبرنا عن بعض شذرات طفولتك؟
.لا أستطيع القول في هذا الجانب أكثر مما قاله “خليفة الفاخري ” إن طفولتي كانت شقية.
- ما السبب وراء كتابتك لمجموعتك القصصية” بعض من سير التعب” ؟
_ هناك أسباب كثيرة يطول شرحها والتفصيل فيها وأهمها لقد ترعرعت في بيت ثقافة فوالدي كاتب ومؤرخ ولذلك كان هذا البيت مكتظا بالكتب والصحف والمجلات وهنا نمت عندي ملكة الكتابة إضافة إلى أن بعض الكتاب الليبيين قد دعموني ونموا اهتماماتي ورعوني بالإضافة إلى دعم والدي.الذي كان له الدور الفاعل كما أنني حظيت في طفولتي بالتعرف على أصدقائه من الأدباء وعلى سبيل المثال لا الحصر علي مصطفي المصراتي وأحمد الهوني ومحمد عبدالله المحجوب وإبراهيم الهوني وعبدربه الغناي وأسماء أخرى عرفتها بعد وفاته عندما عرفوا أنني ابنه
جانب نفسي ربما جعلني أهتم بالنساء ربما لغياب الأنثى في حياتي لأن أمي ماتت وأنا رضيع
• من الملاحظ في مجموعتك القصصية أن أغلب شخصياتها نسائية فلماذا؟ وهل هناك شخصيات حقيقية اقتبست منها شخصياتك القصصية؟
جانب نفسي ربما جعلني أهتم بالنساء ربما لغياب الأنثى في حياتي لأن أمي ماتت وأنا رضيع وأظن أنها حالة تعويض عن هذا الفقد.وطبعا هناك بعض الشخصيات الحقيقية مع بعض التحوير.
. • هناك تداول بين الكتاب الليبيين أن مجموعتك القصصية هي سيرتك الذاتية فما هو تعليقك؟
كثيرون كتبوا هذا عن كتابي بعض من سير التعب وبعض لاتعني الكل، وقصدت هذا على المستوى العربي لم أقرأ حسب قناعتي أو أستنبط سيرة ذاتية حقيقية على صعيد الأدب أو الدراما بما فيها الأيام لطه حسين أوسيرة الشيخ متولي الشعراوي مع حفظ الألقاب أو غيرهما من السير فكل راوٍ بضمير المتكلم يتحدث متفرجا من خارج الدائرة على أساس أنه مطهر وكل من حوله متآمرون وغير أسوياء وحاسدون وربما أستثني الروائي المغربي محمد شكري.في روايته الخبز الحافي السيرة الذاتية تتطلب تجردا وشجاعة لا أدعيها..ولا تنطبق أيضا على الأدب العربي برمته من وجهة نظري مع العلم أني لست أقارن نفسي بهم . •
- ماذا تعني لك القصة القصيرة؟
- باختصار لا أقتنع بالتصنيفات في القصة أو الشعر فلكل نص ظروفه وبيئته التي تختلف بين نص ونص.
- هل لك تجربة روائية؟ ولماذا بنظرك يتوجه كثير الكتاب لكتابة الرواية؟
الرواية قصة ذات نفس طويل تحتم التوسع والتفصيل طبعا عند التحكم في الشخوص والبيئات المحيطة وقد كتبت رواية أو شبه رواية عنوانها -سمار بنت البحر- وهي تحت الطباعة وقد توزعت الأمكنة فيها بين بنغازي والجبل الأخضر وطرابلس وكذلك توزع الزمان فيها.أما مسألة كتابة الرواية ومن يتصدون لها فهناك من أجاد الكتابة فيها وهناك من أخفق ومزاج المتلقي الثقافي هو الذي يقرر .
على المستوى العربي لم أقرأ حسب قناعتي أو أستنبط سيرة ذاتية حقيقية على صعيد الأدب أو الدراما
-عن تجربتك الروائية ما الجديد الذي أضفته في الرواية؟
. لم أكتب رواية بعد سمار بنت البحر وهي لم تطبع بعد ..
- محمد الغزالي، ناقد وقاص وكاتب؟كيف توفق بين هذه الأشكال في الكتابة؟ ومارأيك بالأدب النسائي الليبي على وجه الخصوص؟
أعتبر نفسي صحفيا وأديبا أكثر من أي تصنيف آخر.رغم أني لا أحبذ التصنيفات ولذلك أحب إضافة الصحافة إلى الأدب، والكتابة هي الكتابة بدون أي تجنيس ولكنني أعتبر الأنثى هي الأكثر قدرة على ترجمة الأحاسيس من الرجل ولا أؤمن بوجود أدب نسائي وآخر رجالي بل أدب وحسب.. وبرزت المرأة الليبية في الإبداع ومنها على سبيل المثال ليلى النيهوم وأسماء الأسطى وفاء البوعيسى وحواء القمودي ومناجي بن حليم وتهاني دربي وحنان مصطفى وأسماء أخرى لا تحضرني الآن وبعيدا عن السياسة فأنا أتحدث عن الإبداع الأدبي.
علي الصعيد العربي: لانا المجالي الأردن.شيمة الشمري السعودية . هزار طباخ وابتسام تريسي سوريا.جيلان حمزة مصر.
س- لاحظت اهتمامك المفرط بشخوص قصصك فتصف بدقة كل شيء حولهم فلم كل هذا الاهتمام بالشكل والنفسية في شخوصك؟ .
الاهتمام بالشخوص خاصة في الرواية هو جزء من التفاصيل المهمة في النص مع مضمونه.
- لماذا يكتب الأديب محمد الغزالي؟
.هذا السؤال لاتتوقعي إجابة شافية عنه؛ لأن الكتابة لاسبب واضح لها سوى المعاناة والظروف المحيطة بها.
- هل أنت من النوع المنظم في الكتابة أم لا؟ ومن يصنع الكاتب برأيك؟.
يصنع الكاتب من محيطه الاجتماعي وتجاربه الشخصية مثلماورد في بعض من سير التعب مثل حكاية سرايا وسبب ودولي لأنها شخوص عايشتهأ ولمستها وتعاطيت معها وأيضا جريو الزلافات وغيرها. لدي العديد من التجارب في الكتابة منها الدراما والمسرح وأخرج لي عدة مخرجين منهم المرحوميْن علي أبوجناح وفرج الطيرة .
وكذلك في الدراما مفتاح بادي وفهيم الشريف وداود الحوتي والمرحوم محمد علي أبوشعالة لذلك لا أعتبر نفسي منظما في الكتابة.ولكنني متعدد الاهتمامات
لدي رواية أو شبه رواية عنوانها -سمار بنت البحر- وهي تحت الطباعة
- هل نجحت برأيك القصةالقصيرةفي ليبيا؟وما وجه الشبه بين القصة والحكاية والرواية؟
هذا التقييم يقرره النقاد ولكني كقارئ أعتقد أن القصة القصيرة قد أخذت حيزها في ليبيا بجدارة ومثالا لا حصرا سالم العبار ووهبي البوري وأيضا خليفة حسين مصطفى .
والقصة القصيرة تتميز بالتكثيف واقتناص اللحظة وتلتزم في الختام بالإجابات والنهايات المحددة وأحيانا المفتوحة إضافة للشروط الفنية أما الحكاية فهي سرد مبسط مع العمق ولا تتقيد بشروط فنية لكنها نص غير مسطح ولدينا أمثلة في حكايات محمد المسلاتي و خليفة حسين مصطفى، والرواية من وجهة نظري حكاية طويلة بشروط فنية طبعا.وتوسع في الشخوص والبيئة..
حدثنا عن تجربتك الإذاعية ، عن تفاصيل وكواليس العمل الإذاعي ، عن رفاق المهنة والمؤسسين الذين خانتهم ذاكرتنا الجاحدة حاليا ؟
أستطيع أن أظن أن تجربتي الإذاعية تواءمت مع اهتماماتي الأدبية ومن وجهة نظري أن الأدب والإذاعة كلاهما وجهان لعملة واحدة .
كانت أول تجربة لي بتشجيع المخرج فهيم الشريف الوداني الذي أقنعني بضرورة خوض هذه التجربة ببرنامج مدائن الفن والثقافة وهو برنامج أدبي درامي حيث كنا نقوم بتناول عمل قصصي ثم نقوم بتجسيده دراميا حتى نجعل المستمع في أجواء النص الذي أتناوله في كل حلقة .
ثم توالت التجارب مع فنانين آخرين ومنهم المرحوم عبدالله عبدالمحسن والمرحوم محمد أبوشعالة والمخرج مفتاح بادي وكان هناك مشروع لم يكتمل مع أصوات ثقافية أخرى في الإبداع الإذاعي كما أنني نميت موهبتي الإذاعية بزمالتي للمذيع الفنان علي أحمد سالم والفنانة سعاد الحداد رحمها الله وتلك بدايات التجارب الإذاعية في الدراما الاجتماعية والتاريخية.
- أخيرا :هل يمكن للكاتب أن يحدثنا عن آخر كتاباته، وهل هنالك منشورات جديدة تحت الطبع وقيد الإنجاز؟
- .نعم هناك منشورات تنتظر حظها في الطباعة ومنها،”أيقونة الهجير” . مجموعة حكايات وقصص قصيرة،”ابتهال”. خواطر، الجزء الثاني من ” بعض من سير التعب. ، و”رواية سمار بنت البحر” و”أسفار الورود.قراءات لبعض الأقلام النسائية العربية والليبية خصوصا”. ولأسفار الورود أهمية خاصة عندي وهي بعض مما أنتجته نضالات و أقلام نسائية حديثة و عند الإعداد لهذا الكتاب كنت قد أسميته عدة أسماء مؤقتة لكن الأساس كان يعتمد تسميته باسم يتسق مع الكائن الرقيق [المرأة] كاللون الجذاب ، أو المعنى الذي يشير للشواطئ أو الضِفاف والصخور الزمردية والمحيطات ، لقوس قزح ، للماء حبيب الورود وللبحر صنو الحوريات ، وأيضا أي لون آسر ناعم قادر على امتلاك القلوب ، لذا فالقلم النسوي هو أفضل من يعبر عن الود والحنان والنعومة واللون اللازوردي والطهر في أسمى معانيه ، كل كتابة نسوية [جيدة طبعا] مهما كان مضمونها أدبيا أو سياسيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا ..إلخ.
المرأة هي القادرة دائما [من وجهة نظري] على التعبير عن الجنسين عكس الرجل لأنها الأم والأخت والحبيبة أما الرجل لا يمكن أن يتمثل هذا الكائن إلا في حالات نادرة ولابد أن لهذه الحالات أسبابا نفسية واجتماعية تتعلق بالكاتب كما أن لدي مشاريع كتب أخرى في القصة والنقد.
وأخيرا.. أتقدم بالامتنان لفسانيا هذه الأيقونة النادرة في نضالها لوجه الحق والحرية وأسرة تحريرها التي تربطني بهاكل الأواصر الطيبة.