- صافيناز المحجوب / درنة / ليبيا
قال تعالى : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ، قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ، قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) البقرة/30 لطالما توقفت عند هذه الآية الكريمة منذ أكثر من عشرين عاما ولازلت كلما قرأتها أقف عندها تصدمني بواقع البشر الغريب يضرب رأسي سؤال واحد هل نحن مفسدون في الأرض؟ هل نحن قتلة ؟ هل نحن أشرار فإن كنا مفسدين ومسفكي دماء فنحن أشرار بكل تأكيد رغم السنوات الطوال التي مرت منذ قراءتي للآية إلى اليوم كل الدلائل والقرائن تدل على أننا بشر يتغلب الشر فينا على الخير داخلنا وتتصارع النيات الطيبة مع الخبيثة فتنتصر الخبيثة إلا ما رحم ربي من بعض بني آدم الطيبين آخر خمس سنوات من عمري في مرحلة الثلاثين عرفت أشرارا كثُرا وظهر أمامي متحولون داخليا بحجم رأسي المثقل بالأسئلة الكثيرة ولكن ما أوقع الصدمة حقا في داخلي وصدق اعتقاداتي في بعض الأمور هو احترامنا للأشرار ووقوفنا معهم ضد الخير والخيرين نحن نحترم الظالم القاسي السارق والمنافق والمرائي نضرب لهم السلام والتحية ونفرش لهم الأرض ورودا وحناء نلعق أحذيتهم نتمسح بهم حتى لو بصقوا على وجوهنا وتبولوا علينا في حين ننظر إلى الطيبين علي أنهم أناس لا يستحقون إلا الكره والعداء والنفي من الحياة ولو ملكوا سلطة الأمر في ذلك لكنا اليوم نرجو جزيرة بعيدة ينفى إليها الطيبون في الأرض في صدفة غريبة كنت أتصفح موقع صحيفة ليبية كنت قد نشرت مقالا لي بها فوجدت تعليقا غريبا يتهمني بالعهر والفساد الأخلاقي الصدمة لم تكن فيما كتب ولكن الصدمة عندما طلبت من الصحيفة أن تعطيني إيميل كاتبة التعليق لأكتشف أنها من مدينتي تقابلنا مرة أو اثنتين حصلت على رقم هاتفها اتصلت بها لم تعرفني ولا أنا أتذكر ملامح وجهها وعندما قلت لها طالما لا تعرفين من أنا فلماذا شرّك سابق تلعثمت وتحججت بأن الإيميل سرق منها وبعدها بأيام يأتي زوجها يطلب السماح وأن زوجته تعاني حالة نفسية سيئة قلت له نحن البشر مفسدون وأشرار نصنع الشر ننشره في الحياة لمن نعرفه ومن لا نعرفه كما شرنا إلى الله صاعد وخيره إلينا نازل قد أسامحها في هذه الدنيا العفنة ولكن عند الله تلتقي الخصوم.
يعرّف الشر في موسوعة ويكبيديا هو” مصطلح يُقصد به في الدين وفي الأخلاقيات الجوانب السلبية في تفكير بني البشر وسلوكهم، وهو يتطرق إلى أولئك الذين يكفرون عمدا بضميرهم ويُظهرون رغبة في التدمير. ” إذا الشر ليس سلوكا فقط بل هو طريقة سلبية في التفكير ورغبة في التدمير أخذ شخص ما أوراقا تخصني لكي أحصل على بعض الأختام وبعد أربعة أشهر من الوعود الكاذبة حصلت على أوراقي منه والسؤال إلى اليوم لماذا هذا الشخص تطوع لمساعدتي وأخذ الأوراق ليرميها في سيارته طوال شهور ما الذي استفاده لا شيء هذا سلوك آخر للشر فنحن البشر نتفنن في فنون الشر وطرائقه قام مديري في إحدى المؤسسات بإلغاء تعاقدي مع جهة ما والسبب غير معروف إلى اليوم وما يثير استغرابي أنه كلما رآني وقف مبتسما يسلم بحرارة كما قال المثل المصري (أسمع كلامك أصدقك.. أشوفك أمورك أستعجب) ولا أخفيكم سرا لقد حاولت الانضمام إلى قطيع الأشرار في أكثر من محاولة فاشلة ولكني اكتشفت أن الساكت عن الشر شيطان شرير ولذلك لم يعد بمقدوري السكوت عن أفعال الشر في مدينتي فحملت لواء الخير وبتّ أحرق الأشرار بنبل الفعال .