محمود الزنداح
3 مايو من كل عام هو اليوم العالمي للصحافة يوم برتوكولي خاص ، عام احتضان ومواساة لمن فقد زميلا أو خبيرا أو مذيعا أو رفيقا ، ففي مركب الصحافة نسير عبر الأمواج، تختفي المسميات بحمل العبء على أشرعة المركب تتقاذفه رياح الضمير بإعلان صحافة حرة رصينة لتعبر بالوطن إلى الاطمئنان.
في وسط تلك المعاناة يركن الصحفي الأجنبي البعيد ليعدد ويصنف ويضع النقاط والحروف والمستويات لمن هو حر تابع له أو ملعون عبد تابع للحكومة وفق أهواء البعض، الصحافة هي كسر جدار الصمت، هي عنوان لحركة المجتمع، لا يمكن لأحد أن ينكر أن اليوم العالمي للصحافة قد ولد بأفريقيا وهي الأحق به ، الأحق بأن تصرخ، أين حقوق أفريقيا في الصحافة العالمية؟ أين التمييز وممارسة الظلم من الغرب على أرض الواقع؟ ولكن واقع الصحافة لديهم هو رسم لأزهار وربيع لم تلد بعد في غابات القلوب الميتة.
أمل الصحافة أن تكون ذات معيار واحد وجدار عالٍ من الصدق، الذي ينتقد رئيسا أو أميرا أو مديرا في شخصه من خلال ملابسه أو مدى إعلاء حفلاته وإن كان النقد يشمل كل جزئية في حياته فقط ، إن كان هذا هو المعيار لمدى حرية الإعلام لديهم فالأمر يختلف عندنا وإن كان في بعضه جيدا، الحياة الشخصية لها قدسية وخصوصية ، الغرب عنده قوانين تحمي نقل المعلومات وحرية الوصول إليها وإخفاء مصادرها، تحمي عاشق المهنة وتجعله عزيزا في وطنه وكبيرا عند الآخرين ، يبقى علينا في عالمنا الآخر ألا نشيع الرعب بين الصحفيين باسم القانون ولا نرفع عصا العقاب أمام كاميرا لا تعمل إلا من خلال ضوء عاشق للأمانة ، فمن غير المعقول أن نكون في عصر الكتمان، بأن نتأخر عن دفع جزء بسيط من حقوق الصحافة تقطعت وقطعت وصنعت لها لجان، هي حقوق لهم وإن كانت لم تصل لهم منذ سنوات من صمت الوصول الصحفي قبل الوصال وحضن ينتمي له الكل تحت مسمى أو جدار، كثير منهم أصبح يبحث عن اسم أو ستار عبر كرت صحفي يعفيه من إلحاح السؤال في المعابر بعد أن كان معفيا ولديه حصانة في زمن طار، يكفي أنه بقي في ركن الحماية ….إنه صحفي عندنا وليس عندهم.