نَبِيُّ الأَخطَاء

نَبِيُّ الأَخطَاء

محمد أبوشرارة

أُعَتِّقُ نَخبِي

فِي زُجَاجَةِ أَخطَائِي

أنَا آدَمُ الصَّلصَالِ صَمْتِيَ ضَوْضَائِي

وَحِيدًا ..

وَ مُكتظًّا بِحزنٍ و غُربَةٍ

أَحِنُّ إِلَى فَوْضَى تُرَتِّبُ أَشْيَائِي

خَفِيفًا مِنَ المَعنَى

بِقَلبِي فَرَاشَةٌ تَرِفُّ

وَرَأْسِي عَنْكَبُوتٌ أَرِسْطَائِي

( عَلَى قَلَقٍ .. )

لَا رِيحَ تَحْتِي وَإِنَّمَا أَنَا الرِّيحُ

لَا أَدْرِي عَنِ السَّبَبِ الْغَائِي

أُرَبِّي عَلَى الْمَوَّالِ دَمْعِي

وَطَالَمَا قَدَدْتُ مَوَاوِيلِي

عَلَى قَدِّ “سِمْيَائِي”

أُسَامِرُ (حَلَّاجَ) ارْتِيَابِي

لِأَنَّنِي تَلَبَّسَنِي (طَاسِينُ) سِرِّي وَمَعْنَائِي

يُصَلِّي بِأَعْمَاقِي يَسُوعُ ،

وَفِي دَمِي تَرَاتِيلُ طَاوِيٍّ ،

وَطَقْسِيَ مَنْدَائِي

لَبِسْتُ ثِيَابَ الرِّيحِ حَتَّى تَمَزَّقَتْ !

وَعُدْتُ تُرَابِيًّا لِأَلْبَسَ صَحْرَائِي

هَلِ الرَّمْلُ أُمِّي؟

أَمْ أَبِي؟

أَمْ تَنَاسَلَتْ سُلَالَتُهُ حَتَّى غَدَا الرَّمْلُ أَبْنَائِي؟

سَتَفْنَى الحكاياتُ

الَّتِي لَمْ تَجِدْ لَهَا نَبِيًّا

يَرَى دَرْبًا عَلَى صَفْحَةِ الْمَاءِ

نَبِيًّا

يَرَى فِي الْبُنِّ صُورَةَ غَيْبِهِ

وَيَقْرَأُ فِي الْفِنْجَانِ سِفْرَ إِشَعْيَاءِ

يُرَاوِدُ فِي الْـ(جَوَّالِ)

جِبْرِيلَ وَحْيِهِ

فَـ(نُوتَتُهُ) إِنْجِيلُ مَا اسْتَشْرَفَ الرَّائِي

تَشَابَهَ عِنْدِي

كُلُّ وَجْهٍ لَبِسْتُهُ مَجَازًا ،

ولَمْ أُبْصِرْ بِهِ غَيْرَ “إِيَّائِي”

لِأَنِّي حَقِيقِيٌّ

كَسَرْتُ أَصَابِعِي

وَغَادَرْتُ وَعْيِي مُطْفَأَ الْحِسِّ دُغْمَائِي

أَحِنُّ لِسُمِّ اللَّايَقِينِ وَشُرْبِهِ

وَزَمْزَمُ مِلْءُ الرُّوحِ ؛

لَكِنَّ أَهْوَائِي …

أُنَادِي وَرَاءَ اللَّيْلِ

يَا (دِيكَ جِنِّهَا) قَتَلْتَ!

وَلَمْ تَرْحَمْ تَوَسُّلَ عَذْرَاءِ

سَتَأْتِيكَ طُوفَانًا

وَتَأْتِي مَوَاسِمًا

فَهَيِّئْ لَهَا مَوْتًا

وَأَنْخَابَ صَهْبَاءِ

وَخُذْ غَيْمَةً لِلَّيْلِ

وَاسْهَرْ

وَقُلْ لَهَا:

خَلَقْتُكِ نَايًا بَعْدَمَا جَفَّ إِصْغَائِي

أَنَا الْمَطَرُ الْغَيْبِيُّ

طَقْسِي مُؤَبْجَدٌ

وَمِنْ حَيْثُ مَا يَمَّمْتُ بَرْقِي وَأَنْوَائِي

أُقَلِّبُ دُولَابَ اللَّيَالِي

لَعَلَّنِي أَرَى (زَهْرَةَ الْمِيزَانِ)

تَعْبُرُ (جَوْزَائِي)

طَوَالِعُ سَعْدٍ

كُلَّمَا ذَرَّ كَوْكَبٌ

تَأَوَّلْتُ (تَارُوتِي) وَ( جُمَّلَ ) أَسْمَائِي

كَأَنِّيَ قَدْ وُكِّلْتُ بِالْكَوْنِ

رُبَّمَا فَضَضْتُ غُيُوبًا

عَنْ تَقَلُّبِ دُنْيَائِي

أُقَسِّمُ حُزْنَ اللَّيْلِ

نِصْفًا لِـ(عَبْقَرٍ)

وَنِصْفًا تَوَلَّى هَمَّهُ (قَيْسُ عَفْرَاءِ)

وَأَوْقَدْتُ نَارِي

مُثْخَنَ الرُّوحِ نَائِيًا

بِأَطْرَافِ أَرْضٍ مِنْ “هَدَى الشَّامِ” جَرْدَاءِ

إِذَا ضَاقَ بِي صَدْرُ الْمَدِينَةِ

جِئْتُهَا

كَأَنَّ ذِئابَ البِيدِ أَهْلِي وَآبَائِي

وَيهتِكُ سِتْرَ اللَّيْلِ

جَزلٌ مِنَ الغَضَى

تُحَمْحِمُ فِيه “شَاذِلِيَّةُ” إِسْرَائِي

إِذَا دَارَ فِيهَا الزَّعْفَرَانُ

كَأَنَّمَا تَدُورُ بِهَا شَمْسٌ دَنَتْ نَحْوَ إِمْسَاءِ

تَبِيتُ مَعِي بِنْتُ الْمَجُوسِ فَتِيَّةً

فَتَقْبِسُ بِنْتُ الْفِكْرِ

مِنْ ذَاتِ أَضْوَاءِ

غِنَائِيَ مِعْرَاجٌ ،

وَهَجْسِي نُبُوءَةٌ ؛

كَأَنَّ بُرَاقًا طَافَ بِي حَوْلَ “إِيليَاءِ”

أُدِيمُ مِطَالَ الشِّعْرِ حَتَّى أَمَلَّهُ

فَتُهْرَعُ رَبَّاتُ الْقَصِيدِ لِإِرْضَائِي

تَرَاقَصُ حَوْلِي

كُلُّ غَيْدَاءَ طَفْلَةٍ

عَلَيْهَا مُسُوحٌ

فِي غِلَالَةِ حَوْرَاءِ

فَأَنْتَخِبُ الأَسْنَى

وَأَسْتَافُ عِطْرَهَا

لِتَلْبَسَ ثَوْبَ الْخُلْدِ بِاسْمِي وَإِمْضَائِي

وَأُطْفِئُ نَارِي ثُمَّ أَمْضِي ..

كَأَنَّما أَعودُ بأَلوَاحٍ مِنَ السِّحْرِ عَصْمَاءِ

أَعُودُ إِلَى بَيْتِي

مَعِي غُرْبَتِي

وَبِي نَبِيٌّ يُنَادِي:

أَيْنَ تَبْرُكُ قَصْوَائِي؟

دَعُوهَا …

وَلَكِنْ لَيْسَ حَوْلِي صَحَابَةٌ

لِأَنِّي نَبِيٌّ ” آيَتِي مَحْضُ أَخْطَائِي “

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :