هل شعرتم بالنشاز؟

هل شعرتم بالنشاز؟

أحمد كمال

في الشمسِ

ليس الشمس أعني

الغصنُ

ليس الغصن تحت الغصنِ

عند الظلِ

ليس الظل أعني

في الرملٍ

ليس الرمل تحت الرمل تسمع صرخةً أقوى من الملح الذي جمعتهُ بعد استعادتك الأخيرة لابتداء الرفعِ في راياتهمْ

ليستْ عيون الآخرين وليس للأحلام هدبٌ

والعيونُ ملوثةْ

وأقول أرض الله أرض اللهِ

والليمون يفهم ما يقول النقش بعد الصلبِ عند “الجُلْجُثَةْ

هل حل أحجيةً وفاز؟

(3)

ليس لي قمرٌ لأفهم كم بليلي من قصائد سوف أكتبُ

كعب آخيلٍ توزع في شظايا الحيض بعد النهرِ

كان البرتقال سجين روح تحت عقلٍ باطنٍ

وشتاؤهم يأتي على مضض كضيفٍ ليس يفهم بالفراسةِ أنه مكروه هذي الليلةِ الكحلية البيضاء من خصر ومن بطنٍ ومن شمعٍ أذاب دموعهُ وأعادها شمعاً تماهى في المجازْ

(4)

في السنونو

تقتل الدنيا سواحل حضر موتٍ

ثم تسأل, من رنا؟

ما من رنا

قد عاث فينا الأمسْ

ورنا التياعٌ آخرٌ

فالشرق يعرف من رنا

والغربُ يعرف من رنا

يتبادلان الدور جولاتٍ بلعبةِ تنسْ

حيث الشرق يلقي الشمس نحو الغربِ

أما الغربُ يلقي الشمس نحو الشرقْ

لكن غربك يا بلادي لم يكن يهوى سوى الإيقاعِ

بعد صناعة الإيقاعِ

ثم نراه فرقْ..

والأفقُ لا أفقاً ولا صوتاً صداه أعادهُ

في الخطِ بعد تلاشياتِ الشمس في أحضان غيمٍ لم يكن قطناً ليمسح ما تساقط من دمٍ من جرح جلدٍ في السماءِ

ولم يكن هذا الشعاعُ

سوى ظلالٍ دون طينٍ يلفظ المعنى لم يحتاجُ أن يرثي دمشقاً أو بلاداً مثل أندلسٍ..

هشاشتنا هشاشتنا

وليس للأغرابِ فضلٌ في هشاشتنا

وليس للأمطار عقمٌ

إنه فقط ابتزازْ..

(5)

الظهرُ

في صمت الأراجيح الكئيبةِ

صوتُ نافذةٍ تردُ الريحَ

لا ضوء ولا جِرْس ولا حدس إليكِ

وليس للأيام غير دخولها رزنامة اللاشيءِ

أقصدُ أنها لاشيء

لا لاشيء أقصدْ

يا بنت صبح مات مُذ ولادةٍ

أدلي بخصركِ مرةً أو مرتينِ

إن استطعتِ عجلي الموعدْ

لم يكن شيئاً لقد مات القطارُ

ولا قطارُ ولا انتظارُ

سوى اهتزازْ

(يا ابْني) سألتك بالإلهِ

تفضلي يا أمنا

دخل الطحينْ؟

ليس بعدْ

دخل الوقودْ!

ليس بعدْ

فلما ضجيج الصوت في حاراتنا يعلو !

إذن قد مر غازْ

(6)

لم يكن غازاً

ولا قمحاً

ولا حتى وقوداً

كان قصفا

رباهُ هل قصفوكِ حيفا

لم تكن حيفا ولكن ظل سيدة البخورِ

وإنه المنفى

هل أصبح الأموات أمواتاً إذنْ؟

لا موت يا أم الكنايةِ إنه فقط ابتزازْ..

(7)

متخوفين ونائمين بجانب اللبلابِ

بل والجرح يكبر في مودتهم

إذن فالجرح أصغرْ

سيصفق الجمهور أكثرْ

ويصفق الجمهور أكثرْ

ويصفق الجمهور أكثرْ

دون آنٍ أو عنانٍ أو مجازْ

(8)

هو ليس ورداً في جيوب الموتِ

إن كتب النهاية ثم ضاقت فتحة الفيلم الأخيرةُ

ثم ضاقتْ

وتماهتْ

وتلاشتْ

دائما فينا الشوارع للمنافي

ليس للكرم القديم اللحن منساباً

هو المنفى

نشاز

(9)

كل الأغاني تضمحلُ

كحصوةٍ في بركةٍ سقطتْ

وما أعطت سوى آثارِ اسبانيةٍ

رقصتْ وهزت أرضها

وكأنها كانت تعاقب أرضها

لجمالها

من ثم تنتشر الدوائرُ في الترددِ

ثم تستجدي اهتزازْ

(10)

الأرض شايٌ ليس إلا

دونها الشطرنج يضفي كحلةً في عينها

وجنونها يعطي الصفاء كناية الفيزا

ويسمح للزجاج بأن يموتَ

بلحن جازْ

(11)

تتألمون؟!

وفيكمُ دفء الحصار يعيش فيروساً سعيداً

والأغاني أصبحت صبحاً تعيساً

والنجوم تقيم حفلا للشراب بدون ضوء مقفرٍ

وأذاننا ما عاد يفهمه الحجاز؟

(12)

يا منصتين إلى الأغاني والرصاص المر في دمنا ونقرات الدموع على المكاتب والدفاتر والأذان الواهن الشيب الكبير السن فينا..

هل شعرتم بالنشاز؟

هل.. شعرتم..

بالنشاز..؟!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :