الشاعرة التي عندما هندست أبياتها قالت (حين تلوح عيناك لا أشتهي وطنا سواك)

الشاعرة التي عندما هندست أبياتها قالت (حين تلوح عيناك لا أشتهي وطنا سواك)

 كتبت :: نيفين الهوني 

شاعرة وكاتبة سودانية حائزة على درجة الماجستير في هندسة الكهرباء والاتصالات من جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا تكتب في العديد من الصحف والمجلات العربية شاركت في مختلف المهرجانات والأمسيات الشعرية داخل وخارج السودان منها على سبيل المثال لا الحصر( مهرجان الشاطئ الشعري بالجزائر، مهرجان الشارقة للشعر العربي، الجنادرية بالسعودية، البابطين بالكويت، وغيرها) كما تأهلت ضمن قائمة العشرين شاعرًا في مسابقة أمير الشعراء بأبوظبي في موسمها الخامس نشرت بداعها الشعري والادبي من قصائد ومقالات بالصحف والمجلات مثل( دبي الثقافية، الزمان اللندنية، الحياة اللندنية، القدس العربي، وغيرها) هي الشاعرة السودانية منى حسن التي صدر لها ديوان بعنوان: “لا أشتهي وطنًا سواك”، عن أكاديمية الشعر في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، و”حين تلوح عيناك” عن دار جميرا للنشر والتوزيع بالإمارات، ولها ديوانان تحت الطبع وتُرجمت لها عدة نصوص إلى اللغة الإنجليزية وسُجل معها عدد كبير من اللقاءات التلفزيونية والإذاعية، والحوارات الصحفية داخل وخارج السودان حيث قالت عن الشعر (لا أُفكر حينَ يكتُبني الشعر، لمن سأكتبُه، ولماذا، مجرد أنه يأتي، وحين يصبح بين يدي المتلقي، سيسعدني أن يجد مكانا لدى ذائقة كل محبي الشعر، فالشعر الجميل، جميلٌ أيا كان ذوق قارئِه هُوَ الشِعْرُ.. يَنْسَابُ نَهْرًا بِقَلْبِي .. ويأتيهِ طَوعُ الشُجونِ البَيَانْ.. لا أجتهد كثيرا في الاشتغال الشعري، ولا أنكر اشتغالي على نصوصي أحيانا، ذلك أن على الشاعر بعد أن يقتنص اللحظة الشعرية ويكتب النص، أن يجرد من نفسه ناقدا وقارئا لقصيدته، وحينها لن يرضى عنه بسهولة، وسيشتغل عليها، يحذف عبارات، ويعدلُ أخرى، ويستبدل مفردة مكان أخرى تخدم المعنى أكثر، وهكذا حتى يرتقي بنصه إلى مستوى يرضيه عنه. لكنني مع هذا ضد الاشتغال المكثف على النص والذي يُفقدهُ سلاسته وكثير من معناه).

الشاعرة منى حسن التلى كتب عن نصها :

“سأغيب/

 إذ عز اقتناص الحلم/

في زمن السراب/

 سأغيب لكن سأبقى في مدائنكم عتاب”

 يلاحظ من هذه القصيدة كم أنّ الشاعرة حساسة ومرهفة في لغتها الشعرية الحالمة بغد أفضل، ففي حروفها الكثير من العتب والسهولة والانسيابية في التعبير، وتوجعنا في بعض الأحيان بالتأمل بفضائها المفتوح، فهي تدهش بعد وضوح، فالشاعرة لا تريد من خلال قصائدها أن تهدينا مفاتيح دلالتها بل تريد منا أن نسبر أغوار معانيها وحروفها وتشكيلها الفني واللغوي البارز.. فالشاعرة من خلال هذه التركيبة اللغوية لا تريد لقصائدها أن تكون لها حدود بنائية ومعمارية مألوفة، ومراسيم وتقاليد للتسلسل والتوافق اللغوي، ومحاور وتوقعات دلالية متوقعة، إنها توقفك فجأة أمام لغتها، وقد تفرّ منك إلى غور آخر، وتأملات جديدة بعد أن تتركك في نفق البحث، وتيه التأويل، تقطع تيارات الإرسال اللغوي، والتواصل الدلالي في تشكيلها دون تمهيد والصور الشعرية لقصائد الديوان، رقيقة الملامح والأطر، هلامية التشكيل، فهي تعتمد على الاستعارات المرهفة الهاربة بالتجريد من الذاكرة وقد ساهم انتقاء مفردات النصوص الشعرية بعناية في خلق الإيقاع المتميز الذي نسمعه أثناء القراءة، وبمسح بسيط لطبيعة تشكيل هذه المقاطع، سوف يكشف تأثيره على مرتكزات الإيقاع الداخلي للنصوص.

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :