محمد الصالح الغريسي
إذا حلّ يا جارة الوجد صبح جديدْ
وحطّ على القرب طير
فلا تزجريه كوحش طريدْ
بل اسقيه ماء زلالا،
وأعطيه حَبًّا وحُبًّا..
سيغفو على راحتيك كطفل وليدْ …
رسولا سيأتيك، يتلو
بصوتي حروف القصيدْ
قصيدا غفا من زمان بصدري
تلفّع بالصّمت دهرا
بإصرار طفل عنيدْ
فما عدت في الوجد حملا لطول انتظار
ولم يبق في العمر
فصل جديدْ
فما العمر إلاّ كحلم عجول
وأخشى
يباغتني الصّبح قبل اللّقاء
فيوقظ طفلا
تلبّس بالحلم حدّ الوريدْ..
فإن متّ يا جارة الوجد
خلف المسافات،
وحدي
غريبا بهذا الصّعيدْ
أموت شهيد الغرام،
وحرف جريء، يردّد بيض الأماني
ويحيي النّشيدْ
وعند الضّحى فانثري فوق قبري زهورا
لسرب الفراشِ،
وإكليلَ غار
وطوقَ ورودْ
وحبّا كثيرا وماء نميرا
لتأكل منه الطّيور وتروى
وتمرح جذلى
بيوم جديدْ
سيأتيك عبر المسافات طير
يردّد عند المساء بصوتي
حروف القصيدْ
يبارك حبّا يسافر عبر الزّمان ليبقى
وتبقى الحروف وصوت الحروف
ويبقى النّشيدْ
فيا جارة الوجد لا تبخلي بالدّعاء
لقلب أحبّ الحياة بصدق
فظلّ القصيد بقيد الوجودْ
ومات من الوجد ربُّ القصيدْ