2022 تاريخ سقوط الدولة الليبية

2022 تاريخ سقوط الدولة الليبية

سعد الاريل

( 1-2 ). لاشك أن الوضع في بلادنا يسير من أسوأ إلى أسوأ بعد الثورة. مرت 10 سنوات عجاف على الشعب الليبي لم ير فيها أي تطور في المشهد العام بل سلاسل من الفشل و التدهور المتزايد.

خلال هذه السنوات المتعاقبة ظلت البلاد ترهص في المجهول .. وتعمقت في التردي سنة بعد سنة و فقد الشعب طريقه نحو الموعود ليرتطم بصخرة التخلف سنة بعد سنة وظل الشعب يسير في طريق المجهول و لم تنشأ في البلاد أي نهضة سياسية أو اقتصادية سوى تزاحم الناس على أبواب المصارف التجارية في انتظار صدقة الشهر لحوالي مليون موظف يقتاتون من الخزانة العامة .. فلا أحد يقدم منتوجا للناتج القومي الإجمالي للفرد الذى يوشك على السقوط في عام 2051 كما يظهر أدناه : و ظلت النظم السياسية الداخلية تتلاعب بها أيدي القدر .. حكومات هنا و حكومات هناك و لا يدري الشعب عنها شيئا سوى في بيانات الإذاعة و ظل السياسيون يختارون في خيمة شيخ القبيلة و كذلك القادة و أصبحت الخيمة هي ديوانية الشعب كما يحدث في دول الخليج و مدّعو الثورة قادة لمليشيات تقتات على ما يجود به الحكام من أموال و تهريب النفط و تهريب الهجرة إلى سواحل أوروبا و ظلت الثروة الوحيدة كل يوم تندلق على موانئ أوروبا و الليبيون لا يحصلون إلا على الإتاوة و امتلأت شواطئ البلاد بآلاف الجثث و تحول البحر الأبيض إلى مقبرة عالمية .. و ظل الليبيون يستمعون إلى الحوارات البيزنطية من خلال إذاعات مشبوهة و مرتزقة و عميلة للمستعمرين الطامعين إلى ثرة البلاد . مثال تركيا و الإمارات و إيطاليا و غيرهم التي تسير الإعلام الليبي من وراء الستار في غفلة من الحكومة المحلية و إعلامها ليتبوأ الهراطقة منصات الإعلام .. و يضعون عليه امرأه خارج التغطية الليبية ..في مجال النفط الذي يعتبر الثروة القومية للبلاد تبددت هنا وهناك وتحت مافيات الأجنبي .. فما هي المعالم الممكنة للسقوط

 : – النفط و سياسة الإفراط الإداري و الاقتصادي : كل يوم يندلق النفط الخام على موانئ أوروبا و لا يحصل الليبيون إلا على إتاوة من شركات النفط العالمية المتواجدة على رقعة البلاد مضيعين فرصة التصنيع وثروة الليبيين بل ثروة الأجيال القادمة و الطفل القادم و لا نهضة نفطية من جراء ذلك على البلاد و ظلت المؤسسة العامة للنفط الآمر بحكم الله على رأسها ( صنع الله ) الذي ظل الحاكم بأمر الله فلا مجلس رقابي و لا تسيري و لا مشاركة من أي جهة ذات علاقة بالنفط و لا أحد يشاركه الرأي العلمي أو التنموي كل الأمور تسير بيد رجل واحد .. و ظل النفط يهرب كمشتق و نحن نستورد من الخارج النفط المصنع من بنزين إلى آخره .. و آخر مشهد بوابة تونس البحرية في منطقة ( قابس ) من غرق سفينة محملة بمشتقات النفط إلى مالطا مهربة من موانئ ليبيا الغربية و عليها آلاف الأطنان من الوقود و ليست هذه المرة الأولى و يتزاحم الليبيون على لتر الوقود في الجنوب و يظل الوقود يرسل في قوافل إلى مابعد الجنوب الليبي عبر الصحراء. و ظلت ليبيا لا تفرق عن أي دولة أفريقية يأكلها الفساد

 .. – المصرف المركزي بوابة الفساد الأولى .. الذي قصم ظهر الاقتصاد الليبي بتبنيه سياسات نقدية حادت عن المجرى الطبيعي و العلمي لفلسفة النقود فلقد ارتكب المصرف المركزي أخطاء عظمى في إدارة المال العام و خاصة بتبني سياسات مالية خاطئة و جسيمة و إدارة اموال الليبيين إدارة خاطئة و بعيدة عن روح الصيرفة – تخلف الإدارة السياسية .. ولعلها من جملة إمكان التخلف في إدارة التخطيط التي ظلت في منأى عن أي سياسة تنموية في البلاد وظل المال السائب ينساب بين أيدي صانعي السياسة التنموية الموسومين بالجهالة و ظلت السياسة التشريعية ومن بينها مجلس النواب في مماحكات مع طالبي السلطة و لم يسمع الشعب الليبي يوما عن جلسة استماع لأي وزير مختص

. -غياب الإعلام عن المشهد : ظل الإعلام خارج اللعبة السياسية و ظل تحت رحمة ( الأولجاركية ) المهيمنة على إدارة البلاد وما يسمى بوراث الثورة وقفل السبيل عن الإعلاميين و ظل التصديح في أيدي الوكالات الأجنبية التركية و القطرية و أبواق المندسين من الرجعيين أصحاب ( الديوانيات ) وظل الإعلام مسيرا و ليس مخيرا و ينطق عن الهوى.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :