آخِرَ أُسْطُورَةٍ

آخِرَ أُسْطُورَةٍ

بقلم :: عبد السلام سنان
أنا من زرعُ حُرُوفُكِ الأربعة، تحت ظلالِ الأبنوس، وأنتظر بزوغك على قارعة الشمس البريئة، أناهزُ خيالي، وكأنك حُلُمٌ باهت يُراودني، أتأرجحُ على سفح ندائي، يتأهبُ جموحك السافر المقامر، يرقص على قنينة إشتهائي المكابر، إستوطن قلمي تضاريس إمرأة جليدية الحدود، يُقارعُ سُطْوتها، بقصيدة خَجْلى، سيكتبك فوق أصابع اللقاء، كألف آهةٍ وهجاء، يُهاجر إليكِ، سيحوي كل حماقاتك وصبواتك، يُكفِفُ أنّاتُكِ، يرسُمُكِ على جدار الروح، ويمحو آية الوجع الداكن، صففي أدراج ذكرياتك، لملمي أوراق العتاب، فما عاد يُجدي دمع صار كاليباب، بعد أن نضج عُرْجُون البكاء، تيممي بِطُهْرِ خاصرتي، الناحبة بالعواء، ساد ليلك أجيج دانق للإشتهاء، وعطّل الشتاء ملح الحُبُور، وأنا يا سيدة الشتاء، لم أدرك خُطُواتي المرتبكة، فوق صراط هوسُك الغائر في لذته، ثمِلَـتْ حُرُوفُكِ الأربعة، وتشبّع من عطرها وُجْداني، قلمي يترنّحُ على عُكاز الشوق، وأنا أدشّنُ نصفك الضائع، هوت روحي في قاع قلبك، وأراكِ على محمل جِدّي، إصْطدْتُ من معاجمي حروفا، تليق بمقامكِ السامي، على عتبة قهوتي، أدلُقُ نكهة فنجان طُهْرُكِ الرفيف، وأكتبك على حريرلهفتي، وأرْسُمُكِ على شطائر الأناناس، حروفا لا تركلُها علامات الإستفهام ..!! أرى عطرُكِ، وأشتمُ رائحة عينيك البُنيتين، تلك هي المسافة المذهلة، سُدي ثقوب اليأس المنفرجة، خلال حائط الإنتظار، نحو ذاتي تنزلق زفراتك ….أسْمَعُها قبل ألف سنة ضوئية، كخيط عنكبوت لقّح قُبْلتُنا ورحل، حينما بللني مطرك الأحمر، أغرقني كُحْلُ رمشُكِ الغافي، في غور متاهاتي، ألمْ نتقاسم الشهيق وزفيرنا يوما، قبل أن يُشتتني صقيع الوحدة الآسنة، أتسوّلُ حضورك من مذفأة الرماد، أنْصُبُ للشمس فخاخا، أرنو لبعض من بتلات الدفء، وفتيلُكِ يجثو فوق حقول الضجيج، سأعزفُكِ على ربابة الإصطبار، لحنا بُكائيًا خالدًا بالشجن، أرَمِمُ أخاديد الوجع الغائر في ليالي العُمُرْ، وأنتِ أيتها البعيدة، ما أنتِ إلاّ أسْطُورتي الأخيرة في الحب والفضيلة،….. مهما عاتبني شيوخ القهر، فأنتِ قبيلتي وكل الوطن ..!!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :