أبي

أبي

رشاد رداد

أنا لم أكن في جنازته

ولم أدر أنه كان أبي

أرى الناس يبكون في بيتنا

فأبكي ولكن بلا سببِ

وأمي تخبئ دمعتها

لكي لا يرى الحزن ذاك الصبي

وأشهد أن لبعض النساء

مقام ملائكة أو نبي

ولما وعيت سألت أخي

متى سيعود الينا أبي

وفتشت عن صورة لم أجد

سوى قمر غاب في السحب

عثرت على خاتم خرب

عصاً له تشكو من التعب

فعلقتها فوق مكتبتي

لعله يخمد ناري أبي

وصارت ملامح صورته

أمامي وفي العقل والكتب

وأسمع صوته ينهرني

فأبكي على صوته العذب

وأنظر في عقال له

فأضحك من ضربه الكذب

وفي الكون لا أحد مثلها

أحبّ كأمي لقلب أبي

سلام على والدي وعلى

بقاياه في القلب و الهدب

وما زلت والطفل في داخلي

إذا دقّ بابي أروح حَبِي

وما عاد للبيت صوت أبي

فلا تسألوني عن السبب

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :