علينا أن نكتبَ الشِّعرَ إذن

علينا أن نكتبَ الشِّعرَ إذن

  • سعد الياسري

هكذا قالت الفراشةُ قبل أن تدخل في فخ الضوء باسمةً،

هكذا قال الظل الراكض تتبعه ألسنةُ اللهب واللهو،

هكذا قال المنتحرون الذي وشموا وصاياهم على أبواب الغيب،

هكذا قال الفرح الذي سيصيب أهلَ القرى بالحساسية والعطاس،

هكذا غردتِ الطيور النازحة من جهة الشمال نحو جحيم الجنوب:

علينا أن نكتب الشعر لأن التي تخاف المواجهة تحتاج إلى قصيدة وكأس.

علينا أن نكتب الشعر لأن التي ترعى ماشية التسامح وجفلة الشلال؛ تحتاج إلى كتف صديق محايد يدخن فقط، يدخن وينصت، دون أن يعبث.

علينا أن نكتب الشعر لأن التي تنام في عينيها عشائر المغامرة تحتاج إلى لص واحد، على الأقل، كي يسرق منها سلَّة أمانها المزيف.

علينا أن نكتب الشعر كما أن على الوليد تعلُّم المشي والمضغ والصراخ ثم الركون إلى حضن أمه وأبيه.

علينا أن نكتب الشعر لأنه العطش لا الماء،

علينا أن نكتب الشعر لأنه السؤال لا الإجابة،

علينا أن نكتب الشعر لأنه الليل لا الفانوس،

علينا أن نكتب الشعر لأنه القيامة التي بوسعنا تحمل تكاليفها…

أيتها الواقفة في البعيد لقد سمعتِ ما يكفي:

لستِ وحدكِ، لستِ وحدكِ…

قال شاعرٌ ومضى يؤثث موته في القصيدة!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :