مونولوج

مونولوج

أنيس البرعصي

لا تسمح لأي وغد استيقظ في الدنيا وفي فمه ملعقة ذهب واتكأ مستقبله على عكاكيز ونفوذ ذويه وتعويضات الدولة وتعيينات المحاصصة .. بأن يخبرك كيف تعيش حياتك أو أن تبحث عن عمل لتبني مستقبلك .. أنت مواطن مجرد من المعجزات والصلاحيات والتصريحات ولايسبق اسمك لقب بلاستيكي أو يرفق مع موعد مقابلة عملك توصية، ومازلت حيا في هذا البلد المحفوف بالمخاطر المميتة والإفلاس مازلت حيا في هذا البلد المزدحم بأصحاب النفوس الملطخة وآكلي الفتات وحاملي الحقائب الذي يقطعون الطريق على امثالك ببطونهم المنتفخة ويسحلون آمالك الحافية بإطاراتهم.. مازلت حيا .. وتقاوم موت مستقبلك وتسحبه من حافة العدم .. تستيقظ كل يوم على أخبار سيئة تتناولها بكامل الرضا مع افطارك الذي يظنه امثالهم بأنه لايقدم إلا في السجن .. تخرج لتبحث عن قوتك معتمدا على وسيلة نقلك الوحيدة “رجليك”ومع ذلك تعيش يومك أفضل منهم .. رغم اختفاء أصدقائك وحصار الظروف .. تعرف جيدا كيف تشق طريقك وسط أيامك الشائكة حاملا فوق ظهرك أحلامك البسيطة .. بيت حلال يجمعك بالفتاة التي تحب ..وتذاكر للحج قبل ذلك لوالديك .. لتعوضهما في الآخرة عن مافاتهما في الدنيا .. بينما يراقبك (المنظرين) من أبراجهم العاجية .. مستغربين وجودك تتنفس وسط هذا الخراب .. ولو أن الأدوار تبدلت لماتوا .. فلا تسمح لهم بأنك يخبروك كيف تموت .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :