استطلاع : أحمد التواتي
يقاسي الجنوب الليبي طوال فصل الصيف، من أزمة انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، وهذه الأزمة باتت عادة رتيبة تتكرر كل عام، و لها تأثيرات كبيرة على حياة السكان المعيشية والعملية، ويحول نقص الوقود من استخدام المولدات الكهربائية كبدائل لتوفير الطاقة خاصة لري المزارع وتشغيل المنشآت الطبية والاقتصادية.
يقول مدير مجلس إدارة منظمة سما للتنمية والسلام العربي محمد:” من المعروف أن درجات الحرارة مرتفعة في الجنوب تصل إلى 45 درجة في بعض الأوقات، لكن ما يعقد الأمور انقطاع الكهرباء بصورة متكررة، ولذلك هناك عقبات سيئة خاصة على الزراعة التي تتطلب ريًّا دائما، وفي ظل انقطاع الكهرباء نحاول الاعتماد على المولدات لكن نقص الوقود يحول دون ذلك مما يعرض المزروعات لخطر التلف، ويؤجل زراعة محاصيل تحتاجها السلة الغذائية”.
وحث الجهات المسؤولة على إنشاء مشاريع توليد طاقة كهربائية من الشمس كأحد الحلول للخروج من الأزمة. ويقول الناشط المدني أحمد بشي: “يقضي الجنوبيون أيام الصيف الحار في أحلك الظروف، حيث لا توجد أماكن عامة يمكن الخروج إليها في ظل انقطاع الكهرباء للترويح عن النفس، حقيقة إن ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع الكهرباء بشكل كبير يجعل الحياة العملية صعبة جدا من جميع النواحي المعيشية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والزراعية والنفسية والصحية.
فيما تطرق مدرب التنمية والموارد البشرية محمد المهدي إلى تداعيات انقطاع الكهرباء على الخدمات الطبية، حيث تتطلب المؤسسات الطبية العامة والخاصة مصدر طاقة دائم لتشغيل الأجهزة الطبية والمعدات والمختبرات، في حين أن المريض الذي يتواجد في منزله يكون أيضاً بحاجة إلى طاقة لتشغيل المراوح والمكيفات لتلطيف الهواء الحار المحيط به.
من جانبها أفادت مديرة مجلس إدارة منظمة زلاء للحوار والتنمية العامة ذكرى زكريا أن انقطاع الكهرباء، يعيق الطلبة في مراجعة درسوهم والاستعداد للامتحانات، وقد أحدث شرخاً كبيراً في العملية التعليمية
. فيما يقول المواطن حامد زكريا: “يقضي معظم الناس أوقاتهم في المنازل عند انقطاع التيار الكهربائي، لأنه لا توجد أماكن كثيرة للترفية أو أماكن لتغيير الجو مثل المنتجعات السياحية والشاليهات، الجنوب بصفة عامة مهمش على جميع الأصعدة ويعاني من أزمات عدة، مثل أزمة المحروقات، وأزمة الصحة، وأزمة المصارف، وأزمة المواصلات حتى مطارات الجنوب مهمشة إلى جانب الانفلات الأمني.
فيما أشار المهتم بالشأن العام أبوبكر الشامي، إلى أن أزمة الكهرباء تسبب في ازدحام داخل محطات تعبئة الوقود حيث يتهافت المواطنون للتزود بالمحروقات، إلى جانب أن انقطاع الكهرباء يتسبب في عرقلة الخدمات العامة في المكاتب، نظراً لأن كل المكاتب الحكومية تعمل على طباعة المستندات وجل أعمالها تكون باستخدام الكهرباء.
فيما قالت الناشطة المدنية سماح المهري:” في وقتنا الحالي معظم الأشياء تعتمد على الكهرباء بشكل كبير، من استخدام الأجهزة سواء كانت المنزلية أو الشخصية كالهاتف المحمول، وجهاز الحاسوب”.
وأردفت المهتمة بالشأن العام ميمونة أحمد الأمين:” لا أستطيع وصف شعوري عند انقطاع الكهرباء نفسياً أتذمر من انقطاع الكهرباء، أعجز عن القيام بواجباتي اليومية في فترة غياب الكهرباء وغياب دوره الكبير في حياتنا”
. فيما قال المواطن عبدالهادي بن سلمى إن توفرت الكهرباء فإن قوتها تكون ضعيفة لا تغذي أجهزة التكييف والثلاجات. فيما عرجت المواطنة أماني محمد على تداعيات ارتفاع درجات الحرارة في الجنوب على ظهور العقارب التي تسبب إصابات ووفيات في أوساط السكان.
مشيرة إلى أن النساء باتت أنشطتهن اليومية في منازلهن معطلة لأن أجهزة الخبز وتحضير الطعام تعتمد على الكهرباء.