أقدار بن قدارة

أقدار بن قدارة

سالم أبوخزام

أيها الشعب الليبي بكل ألوانه وأشكاله المتعددة ، أيها الأحرار حقا وليس زورا وبهتانا ، أيها الرجال الشجعان ، يامن واجهتم الموت في مرات عصيبة ، يامن تصديتم للنيران والحمم بصدور عارية من أجل حياة أفضل بعزة وكرامة. لقد رأيتم بأم أعينكم أين وصلت بكم هذه الفئة المنحرفة ، لقد استمعتم وتأكدتم من صدق الكلام ومراميه. الفساد ينخر في جسد هذه البلاد الطيبة ويدمرها على رؤوسنا جميعا. النفط هو عمود الاقتصاد الوطني ، وبعد كل هذا العبث لا تزال ليبيا بواسطة النفط قادرة وتستجيب للعبث الذي يمارس على نطاق واسع. حكوماتنا تطالعنا بتحطيم الأرقام القياسية في فنون العبث وأساليب التدمير.

خطاب رئيس المؤسسة الوطنية للنفط الذي تمت إقالته ، ظهر على شاشات القنوات الفضائية يتحدث بابتذال عن مجمل الجرائم التي لحقت بقطاع النفط جراء المحاباة. مليارات تصرف دون قيد أو شرط ، وتسخر لخدمات دول كنا نعتبرها قزميات ، حيث لايحركها غير المال ، بيعا وشراء. الحال ينطبق على وزارة الخارجية التي باتت سوقا للنخاسة وتعيين السفراء والمبعوثين والقنصليين بمزاجية تامة دونما مهنية أو حرفية أو تقلد لوظائف وفقا للأعراف الدبلوماسية ، فقد أصبحت معقلا للعائلات والأقارب والأصهار وهلم جرا… لقد بات العمل الدبلوماسي فقيرا وغير قادر على مواجهات تحتاج للعمل التراكمي والخبرات الطويلة ، وليس مجرد الجلوس على كرسي خلف العلم. واضح جلي العمل الدبلوماسي حيث نخسر كل يوم دول ومناطق مؤثرة في العالم جراء عمل غير المختصين وغير العارفين الذين أبعدوا بالجملة.

رئاسة الحكومة المغتصبة للسلطة ، تدير كافة الأمور نحو الخلف وباتجاه الهاوية وتطالعنا بسيل من القرارات خدمة لمطابخ خلفية وللإسلام السياسي وبما يخدم التشكيلات المسلحة ، ويزيد من تقويتها وتحصينها ويدفق عليها المال الفاسد جهارا نهارا في غياب أكثر أعضاء مجلس الوزراء وسكوتهم وتسليمهم لكل مايطبخ ويصاغ. ليبيا تحرق وتضيع أمام شعبها الذي يكابد الأزمات المتعاقبة٠

أمام المصارف ، وفي محطات البنزين وفي العلاج في البوابات الموصدة أمامهم في الحدود. إن تداخل القنوات والحكومات هو في حد ذاته إنجاز لمن ينشد استشراء الفوضى الخلاقة ونتائجها المخزية. فإن صدور قرار من جهة بعينها سيتعارض مع جهات أخرى ويصطدم ويتقاطع مع مصالح أخرى ، وبالتالي يؤدي إلى حدوث المشكلات وتعقيدها ، وبذلك تفقد كل الأجسام السياسية في ليبيا سيطرتها المطلقة على الإدارة ، فتعم الفوضى وتتحالف القوى نحو سرقات ونهب أكبر ثم انبطاح للأجنبي والقوى الإقليمية ناهيكم الدولية.

الخبرات النفطية وفي مجال المؤسسة الوطنية للنفط من أمثال قيادات محترمة صرنا نفتقدها ونتذكرها اليوم ، المهندس حمودة الأسود ، والكفاءة عبدالله البدري. نتوقع أن يستمر السيد فرحات بن قدارة على خُطى عمالقة النفط ورجاله للحفاظ على السمعة الحسنة والأداء المشرف ، هذا مايأمله الشعب الليبي ، ومن ضمن الأهداف الاستراتيجية النجاح في تخطي حسابات النفط مقابل الغذاء! (الأقدار) والأزمات الصعبة سترفع من أسهم (بن قدارة) ليعبر بنا نحو الأمام.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :