أمومة درنة

أمومة درنة

  • سلمي محمد سعيد القشاط

.كنت عندما أحضن أولادي الصغار  وأقبلهم  لأشم رائحة طهرهم الملائكي ..أشهق بعمق ..وكأني أفتح ممرات وصمامات مقفلة لإستقبال مايحيي مهجعهم الأول وكهف ملاذهم الآمن القديم .. تنتابني  رغبة شديدة في  إبتلاعهم لو أمكنني  ذلك ..أو إيجاد طريقة ما او سبيل ليعودوا  إلى حيث نبتوا منذ الأزل  ..أن اشعر من جديد  بنبض قلوبهم في داخلي لا بين يدي..ذلك الصوت الذي هدهد نومي طويلا .. في تناغم مع دقات قلبي .. حتى آمنت  بأن نبضاتهم النشطة مفتاح الكن ..لنبضة قلبي  ..شعور ..لا تعرفه الا الامهات المشبعات بغريزة الامومة حتى الثمالة .. ..كانت تنتابني شهوة  جارفة في ان اعيد الطين للطين .. هذه القطعة التي نمت من دمي ولحمي وعظمي ..كيف أنجح في إعادة  التحامها بي من جديد.. بجدار روحي المشتاقة   ..وهذه الرائحة الطيبة التي  أناضل كي  أعيدها بشهقتي الصاخبة  لأسكن بها  اصطفاق  رحمي..و جنتهم التي غادروها ونعيمهم  المغالي في رغبة الإستعادة  .. لم تكن فقط حالة  عشق  ..بل اعظم .و.لا  وله ..بل أعظم  ..إنها أمومة ..فالامومة حالة متفردة تتفوق على كل أشكال الحب وتجعله أحد بنودها في البذل والعطاء.. .شعور الاصل للجزء المفصول عنه والخارج منه… حين تتدفق همسات نداء ملح  ..عبر حبل سري غير مرئي يسحبهم اليه ..ربما وحدي من شعر بتشابه وصفي لما كان ينتابتني وماحدث  لدرنة..تلك  الأم الرؤوم الفاتنة   التي فقدت إدراكها  للحظة ..وفي حالة  غلواء ..نجحت في إعادة  الطين للطين ..لحظة محاطة بالتكبير ونطق الشهادة والادعية والصراخ بأسماء الله الحسنى  والاستغاثة برحمته ..  تلبست بشهقتها الشرهة لرائحة الطهر  أثواب القداسة ..فكل ماحدث أن درنة أعادت   أبنائها إلى رحمها  في حالة غير مفسرة من ال عشق والخوف  من مجهول أشد قسوة 

#قادر_أن_يعيدها_سيرتها_الأولى

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :