إنّ الإنْسَانَ المُعَاصِر لَمْ يَعُد يَأمَنُ عَلَى مُسْتَقْبَلِه .. !

إنّ الإنْسَانَ المُعَاصِر لَمْ يَعُد يَأمَنُ عَلَى مُسْتَقْبَلِه .. !

كتب :: فرج سليمان كبلان

الإنسان المعاصر يعيش في مجتمعات تفشت فيها الأمراض والعلل.. والغالبية العظمى من الناس تنساق مع التيار. وقليل قليل هم الذين يقاومون ,ويرفضون المتع الزائلة إذا كانت على حساب القيم السامية ويرضوْن بالقليل الحلال بدلا من الكثير الحرام. وتعالَ معي أخي القارئ نفتش في واقعنا المعاصر ..لنرى علة ما نحن فيه. وأعظم آفات العصر ,و أشدها خطرا ,على أية أمة,هي آفة النفاق والخداع والدسائس والفتن ,لقد تفشى في كل الأوساط ..ابتداء من حاشية الحكام ..ونزولا العامل البسيط ..فالمديح والثناء علنا ,والقدح والذم سرا ،الإشادة بالبطولات الهزلية تملأ الصحف السيارة ,والواقع نكسات تلو نكسات ، الغبيّ هو الذكيّ , هو خامل هو المجدّ ,والكسول هو المنتج ,والأبله هو الحكيم ,والغبي هو الخطيب المفوه – أو قُل هو قس بن ساعدة , والبخيل هو السخيّ , النفاق يصنع العجائب , وإذا خلال المنافق إلى نفسه وضع كل شيء في موضعه. ولست في حاجة –أخي القارئ – لأن أعدد لك مظاهر النفاق في حياتنا اليومية .. في مؤسساتنا التعليمية والتربوية وفي الأسواق التجارية وفي الشارع وفي الدوائر الحكومية , وفي دور العبادة في المساجد وغيرها , حيث المفروض أن يتخلص الإنسان فيها من كل الشوائب الرذيلة كما يتخلص من نعاله عند دخوله , مظاهر الناس في أيامنا لم تعد تدل على بواطنهم .. نفاق سياسي .. ونفاق اجتماعي .. ونفاق في كل الميادين .. وتلك آفة قاتلة نرجو السلامة منها . الغش والخداع .. كثيرون هم الذين يحتالون على القيم الفاضلة , ويسمون الأشياء بغير أسمائها .. متوهمين أنهم بذلك يخلصون من دائرة الإثم ، فالغش شطارة ، والخداع مهارة ، وظلم الناس حفاظا على الحقوق , ما يدخل جيوبهم أو كروشهم حق مكتسب , إذا كان مالكا فإنه يدافع عن مكاسب الملاك , وإذا كان مستأجرا فإنه مع الكادحين . وإذا كان رئيسا فإن على مرؤوسيه السمع والطاعة ،وهو يقصد ألا يعترض على ظلمه أحد , إذا كان مرؤوسا فإن على رئيسه ألا يستبد بالرأي , وأن يكون منصفا .. وفي الحالة يقصد أن يحابيه ويجامله ولو على حساب الصالح العام والتمسك بالحكم والهيمنة والتسلط والجلوس على الكرسي حتى لو ضحى وقتل في سبيل ذلك . أكل حقوق الناس بالباطل, وقتل النفس بغير وجه حق , والسرقة , والنهب , وسرقة أموال الدولة , واستغلال النفوذ , والتكالب على متع الجسد , والزهد إلى أقصى بعد عن الصوت الضمير والهدى والحق والإرشاد .

وإن أنت ذهبت تفتش عن أسباب تلك العلل وغيرها من قطع الأرحام , حتى شاع العقوق من الوالد لأبيه , ونفر الأخ من أخيه , وأذى القريب قريبه .. علة العلل كما أرى تكمن في أن الإنسان المعاصر لم يعد بأمن على مستقبله ويخشى الجوع والفقر في ظل الأوضاع الحاضرة من نقص في السيولة وارتفاع الأسعار غير المقبولة والبطالة المتزايدة والكثيرة والمستمرة لدى المواطنين , وبُعدهم عن الدّين , وربما يتجه لأعمال مشينة ومدمرة لدى مجتمعنا والوطن , وربما يعملون كموظفين وعملاء ومجندين لدى الدول الكبرى والدول الأفريقية وشركات وحكومات أجنبية والدول العربية والدول المجاورة بالتجسس ونقل أخبار البلاد خاصة المثقفون والسياسيون الذين لديهم الخبرة واللغات الأجنبية , وكذلك الذين يتكلمون من خارج البلاد الأوروبية والدول العربية في القنوات المحلية والقنوات الخارجية يتحاورون ويناقشون في أمور البلاد مثل الدستور وغيرها. هؤلاء المقيمون في هذه الدول مشكوك في أمرهم في التجسس في نقل أحوال البلاد . وعندما يتحقق للإنسان الأمن من الجوع والخوف سوف ينتفي كثيرا من الأمراض التي نعاني منها ونعيش في ظل نعمة الله تعالى “الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف “. فحاولْ تحرير نفسك بالتعامل فوق مفاتن الحياة , ولا تنخدع بالمظاهر الفارغة , واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك , وما أخطأك لم يكن ليصيبك ..وارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس .. وليكن اعتمادك أولا وآخرا على الله .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :