الآنَ عرفتُ طريقَ العودة يا أمّي

الآنَ عرفتُ طريقَ العودة يا أمّي

  • كمال الورتاني

الآن عرفتُ طريق العودة 

يا أمّي ..!

وعرفتُ علامات الطُّرُقات ..

وخطوطَ السَّيْرِ

علىَ الجَبَهَات ..!

وعَرَفْتُ ، بأنَّ وُصُولِي

إلى جَبْهَةِ وَجْهِكِ

مَرْهُونٌ في آلاف الصَّلَوات ..!

وبأنّ دُعَاءَكِ يا أمّي

قدْ أضْحَى مَدَدًا،

و َمِدَادًا

لكتابةِ تاريخِ الغزوات ..!

وبأنّ اللّيْلَ ،

ما كانَ ليبزُغَ بعدَهُ فجر ٌ،

لولا طولُ سجودِكِ

في الخَلَوات ..!

**********

الآن عرفتُ طريق العودة

يا أمي ..

ولمستُ بأحداقي

جميعَ الشُّرُفات ..!

وغَضَضْتُ لرُؤْيَتِكِ

آلافَ النّظَرات ..!

وقَطَعْتُ

مَعَ المَرْقَصِ  والنَّزَوات ..!

وَعَرَفْتُ بأنَّ طريقَ العودة

يبدأ،

مِنْ مَدِّ يَدَيْكِ الطّاهِرَتَيْنِ

إلىَ وَلَدٍ

دَمُهُ سالَ هَبَاءً

في الأَكمَات..!

من نبرةِ صوتِكِ،

حينَ يَشُقُّ سكونَ الليل،

فَيَطْوِي

كُلَّ الخَوْفِ من الظُّلُمات ..!

مِنْ نَبْضِ حَنِينٍ  يَخْرُجُ مِنْكِ

كأنَّ الكوْنَ تَجَلّى

على مَفْرَشِ صَدْرِكِ يغتسلُ ..!

وَيَدْعُو  لكِ بالخير

على العَتَبات …

***********

الآن عرفتُ طريق العودة

يا أمي ..

فلماذا تَخْذِلُنِي الخُطُوات ؟!..

ولماذا  يَعِز ُّ عَلَيَّ

 فراقُ قُيُودِي ؟!..

وَتَكْبُر ُ في عَيْنَيَّ العقبات ؟!..

ولماذا 

يمُرُّ العمْرُ سريعًا

ولا يأخُذُنِي  إلى أمَلِي !

أوْ يأخذَ عنيّ الكلمات ..؟!

ولماذا  أفِرُّ إلى الشِّعْرِ

إذا ضجَّتْ بفؤادي

الخلَجات ..!!؟؟

ولماذا يَدْهَسُنِي صمتي ؟!،

وأظلُّ

أسير َ كتابةِ شعرٍ

في الصفحات ؟!…

ولماذا ؟

يا  وَيْحَ لماذا ،

لو بَقِيَتْ دون إجابات ؟!…

الآن  الآن  الآن  فقط ..

ما عادتْ تُؤلمني الصَّدمات …!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :