بقلم :: عائشة الأصفر
ما يحدث في الآونة الأخيرة من تسارع ملحوظ للمتغيرات على ساحتنا الثقافية الاجتماعية والسياسية بهذا الشكل يعتبر أمراً مقلقاً ومخيفاً إذا ما سلمنا أن التدرج والتحول البطيء من سمات أي تغيَر ثقافي وحضاري.
وفي ضوء بعض القرارات ذات المظاهر الهدامة كمنع الاحتفالات ، وتشريط السفر ،وتسييس الدين ، ومنهجة الإعلام واعتقال النشطاء،ومصادرة الكتب وحرقها،وهدم الأضرحة، ونبش القبور، وإزالة الآثار من الميادين وتصنيف البدع…وغيرها.في ضوء ذلك
لابد من الاعتراف بأن المنظومة الثقافية والتراثية والحضارية في خطر خاصة فيما يرتبط منها بالجانب التنويري أو ما يتعلق منها بمظاهر الفرح والفنون، الأمر الذي سيؤدي إلى ربكة وخلل في مسار العقل الفردي والجمعي في مجتمعنا وهو المتشظي والمهزوز فكريا ، وإلى إحلال الآخر المختلف والمتخلف في آن..والذي أرجّح لو تم إحلاله أن تكون له الغلبة في الصراع مع الطرف الأصل كون أن المطورات المشوهة والغريبة أقوي تأثيرا جينيا من حيث فرض شذوذها على الناس المتعطشة للخروج من أزمتها وتلقف أي تغيير.
أسباب هذا التردي والعودة للوراء متشابكة ومتداخلة أبرزها الجهل باستخدام العقل والتطرف الديني والانقسام الحاد في التوجهات المطروحة مع أحادية النظرة ، وفراغ فكري، وسياسي وظروف اقتصادية صعبة وغزو ثقافي وعسكري ممنهج مع سقوط تام للدولة وللمنظومة السياسية وانقسامها ورداءة ممثليها وسوء تعاطيها مع الأحداث والأسوأ أنها طرفا فيه، وبحماية مليشياوية ودعم خارجي متعدد بتعدد القوى الداخلية.وغياب الرادع شجع على استمراء هذا النهج.
المعضلة أنه لابد من حل سريع يقابل هذا التسارع. يكون المعول عليه حكومة أزمة مركزية تجمع الخبرة والوطنية تسرع احياء الدستور ويكون للقضاء والأمن فيها الدور الأكبر، وتركز على دور المؤسسات والمناهج التعليمية متكاملا، تخضع لها دار إفتاء وسطية تعي مسئوليتها، وإعلام واعي مستقل.. وحماية للحدود، وحيث إن هذه تكاد تكون حلولا تعجيزية في هذه الأوضاع السوداوية فإننا لا نتوقع البتة خروجا قريبا من أزمتنا.