- أحمد التواتي
تعتبر المشاركة السياسية هي أساس الديمقراطية والتعبير الواضح عن مبدأ السيادة ” الشعب ” وتقضى المشاركة السياسية وجود مجموعة بشرية من المواطنين الذين يتوافر لديهم شعور الإنتماء والإهتمام بالشأن العام . نحن في زمن يتحدث عن التغيير رغم فشل اغلب المبادرات التي حاول فيها الكثير من الشباب اللاستدراك و تصحيح بعض الأمور التي تشوبها الضبابية، ويجب لأن الدفع بهم في المشاركة السياسية و الحوارية وغيرها من الإصلاحات. وان مشاركة السياسية الفعلية لشباب تجري من خلال النشئة الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية و الثقافية، وأن التغيير ثقافة المجتمع حيال مشاركة الشباب سياسياً بعامة يبدأ من العائلة و المدرسة و الجامعة لأنها هي اعمدة التنشئة الصحيحة، ويجب تمكين الشباب من انخراطهم في الحياة الحزبية واتاحة المجال و الفرصة لهم ليصيروا نواة التغيير و المشاركة، وهذا يحتاج إلى إعادة الثقة بدور الاحزاب والتكتلات السياسية و المدنية و للمشاركة في صنع القرار و اعطائهم دوراً اساسياً في الانتخابات وحصصاً معينة للمقاعد النيابية.
وهناك تخوف لدى بعض الشباب من الانخراط في عملية السياسية بسبب الثقافة التي تجذرت بأن هذه المشاركة هي عادةً لا ترضي الدولة، وكذلك ضعف في المحركات التي تدعو الشباب إلى الانخراط في العمل السياسي والوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه الشباب، رغم انه يجب تعزيز الشباب في المشاركة السياسية و مشاركتهم ستحدث فرقاً ملحوظاً في المشاركة السياسية الوطنية وحماية الذات من الاستبعاد و التهميش.
سيكون لشباب دور في الحوار القادم، ربما الكثير يتسأل كيف ولكن نلاحظ الكثير من البوادر في الفترة الأخيرة من الشباب الانخرط في الكثير من الحراكات السياسية و المدنية، و نرى في عدة مدن ليبية يطالب الشباب بأبسط الحقوق المدنية و السياسية وهذا يدل على أن الشباب فهموا واجبات الدولة نحوهم، ويجب المطالبة بحقوقهم، و أكد على ذلك تلك الجلسات الحوارية و المناظرات و المنتديات السياسية التي يقوم بها الشباب في عدة مؤسسات مدنية في ليبيا، و نسلط الضوء على المنطقة الجنوبية شهدت الكثير من البرامج السياسية و الحراكات المدنية ولاقت اقبالاً كبيراً في المنطقة، و هذا يدل على الوعي الشباب في هذا الجانب ويلزم اشراكهم لأنهم جزء لا يتجزأ من الإصلاح، ويجب اشراكهم في الحل السياسي.
ختاماً : بأنه أهمية المشاركة الشباب في الشأن العام، هي إحدى أهم دعامات المواطنة وديمقراطية المشاركة لدى المجتمعات المعاصرة، فالمشاركة الشباب تعد المدخل الحقيقي لتعبئة طاقات الأجيال الصاعدة وتجديد الدماء في شرايين النظام السياسي والاجتماعي للوطن والمساهمة في حركة التنمية المتواصلة، وأكد لأن الشباب هم من يملكون الطاقة والقدرة على العطاء وهم ثروة بشرية قادرة على العمل والإنتاج.