الاعيب السياسة

الاعيب السياسة

________________محمود السوكني___

في الوقت الذي يسعى فيه حاكم تل آبيب إلى تشكيل حكومة اقلية حتى يتخلص من حليفيه المتعبين ،  تجرأ الرئيس الأمريكي واعترف  بأن (النتن) يعمل من أجل مصالحه السياسية ولا يهتم بمصالح (بلاده) ، وهو ما يتفق مع رأي أغلبية المتابعين للوضع الراهن هناك حتى أن الكثيرين يجمعون على أهمية إسقاط حكومة الإحتلال والدعوة لإجراء إنتخابات تأتي بحكومة تملك زمام المبادرة ولا تتردد في إبرام صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار  .

من جهتها ، رحبت حركة حماس بمبادرة الإدارة الأمريكية وأشترطت توفير  ضمانات ملزمة من الجانب الأمريكي على العدو المحتل  الذي لم يعلن موافقته النهائية على بنود المقترح .

ويأتي تخوف حماس نتيجة  التصرف الأرعن لجيش المحتل الذي قام بغزو رفح رغم قرار محكمة العدل الدولية بعدم مهاجمة رفح  ورغم موافقة حماس على مقترح الوسطاء انذاك ؛ فيما تثير التصريحات المتناقضة  لبعض أعضاء حكومة النتن حفيظة قادة المقاومة الأمر الذي يستدعي وجود ضامن يحفظ حقوقهم ويضمن إلتزام الطرف الثاني الذي لا عهد له ولا ميثاق  .

رغم إنشغاله بحربه في أوكرانيا إلا أن الزعيم الروسي لا يفوت الفرصة للإدلاء بدلوه في الصراع الفلسطيني الصهيوني ويؤكد أن دولة فلسطين قادمة وأن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تنسق مع روسيا لتهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط ، كما أكد بوتين أنه سيتعاون مع الرئيس الأمريكي القادم مشيراً إلى أن ترامب يتعرض إلى محاكمة سياسية .

يواصل الحوثيين دورهم في التنغيص على الغرب ، ولم تتوقف صواريخهم ولا طائراتهم المسيّرة عن قض مضاجعهم رغم الهجمات الأمريكية المحكمة على بعض التمركزات الحوثية .

في وسط هذه الأجواء المضطربة،  تجرى الاستعدادات لبدء المناظرات التلفزيون بين مرشحي حزبي (الفيل) و (الحمار) شعاري الجمهوريين والديمقراطيين في أمريكا حيث يصارع الرئيس الحالي بايدن للتمسك بمقعده في البيت الأبيض لسنوات أربع قادمة فيما يشحن دونالد ترامب الرئيس السابق مناصرية للعودة إلى كرسي الرئاسة وهو المهدد بالسجن في مجموعة تهم يراها اتباعه أنها محاولة فاشلة لإخراجه من حلبة السباق بعد أن أكدت الإستطلاعات تفوقه على منافسه .

هكذا هي السياسة ، لا تعترف سوى بالمصالح ولا تهتم بالنتائج مهما عظمت وقست وساءت على الغير ،  مادامت في صالح أصحابها والشواهد على ذلك عديدة يلحظها أي متابع للخارطة السياسية وما يعتريها من تقلبات وما تفرزه من احداث قد لا تخطر على بال أكثر المحللين قدرة على التنبؤ ، الاعيب هي ،  ضحاياها المغلوب على أمرهم -امثالنا- فقط .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :