- سليمة محمد بن حمادي
العَمَلُ التّطَوّعِيّ يَفْرِضُ عَلَيْكَ مِنْهَاجَهُ السّلُوكِيّ فِي التّعَامُلِ مَعَ المُجْتَمَعِ بِمُخْتَلَفِ أطْيَافِهِ. وأجْنَاسِهِ … إن كان المحتاج غايتك من أجل مد يد العون فلا يغيب عن ذاكرتك حجم الاحتياج فغايتك نبيلة أمرنا بها الله عز وجل ورسوله الكريم.. وشرف العمل التطوعي وشريعته الساميه.
هناك خلف بعض الأبواب الموصدة الكثير من الحكايات، بل و القصص التي قد يكون لها جانب من الخيال، ولكن للأسف خيال واقعي له طعم العلقم في الحلوق.. أثمرت عن أطفال وزوجات و(أمهات و آباء عُجّز) يفقدون السند عزلهم المجتمع لجرم ليس لهم فيه يد، لا ننكر أن الزمن قد زارنا نحن المجتمع الطيب المتسامح بمفاجئاته الغريبة ، والتي اتخذت من العديد من زوايا الذاكرة مكان (مظلم) لم نحسب له حسابا…نتيجة طيبتنا المتناهية وثقتنا الزائدة بكل محيطنا وجهلنا بمخابئ الأمور، ولكن الواقع اليوم يفرض علينا التعامل بسماحة وعدم تسليط سيف الظلم في هذا الأمر لأن (الظلم ظلمات) (لا تزر وازرة وزر أخرى) كلام طيب من قرآننا الكريم و سنتنا النبوية الشريفة..ما ذنب الآخر يتخذ جريرة من سبقه نتيجة ارتباطه به اسميآ أو بعلاقة الدم ..ديننا الجميل وأخلاقنا العرفية العريقة و الجميلة..تؤكد على نشر بذور المحبة بين صفوف الناس والصفح و التسامح ..ومد يد العون للمحتاج.. ما أحوجنا في هذه المرحلة آلى مداواة جراحنا و خواطرنا السقيمة بالكلمة الطيبة واليد الحانية الممتدة بسلام ونبذ الفرقة والبغضاء وترك المفردات والعبارات التي تدعو إلى التشتيت والتي يتخذها ذوو النفوس المريضة سبيلآ لهدم العلاقات وتفتيت النسيج الاجتماعي… هناك خلف تلك الأبواب أناس فرضت عليهم الذلة والمهانة..وهم بحاجة لنا لأنهم منا بينهم رضع وشيوخ وعجزة و مرضى ..ما شكل علاقتنا الاجتماعية مستقبلآ إذا كبر هؤلاء الصغار علامات استفهام وتعجب تتراقص أمام أعيننا كلما تذكرناهم. ما أحوجنا إلى كم هائل من الحب ..يرطب قلوبنا ويغسل نفوسنا ..نتخذ من تجربتنا ومن واقعنا المعاش درسآ لا ننساه و لا تنساه الأجيال القادمة أبدا. سليمة محمد بن حمادي.