الدبلوماسية في عصر العولمة (5)

الدبلوماسية في عصر العولمة (5)

خـالـد خميـس السحـاتي.

الجيلُ الثاني من الدبلوماسيَّة: تُشيرُ بعض معاجم اللغة العربيَّة إلى أنَّ: معنى كلمة “الجيل”: الأُمَّـة، والجنسُ من الناس، والقرنُ من الزَّمـن، وثُلُثُ القرن يتعايشُ فـيه النـاس، جَمْعُهَـا: أجْيَـالٌ. وعَلَى مَرِّ الأَجْيَالِ: أيْ بِمُـرُورِ الزَّمَــنِ..

وعندما نتحدثُ عن “الجيل الثاني من الدبلوماسية” فإنَّنا نُشِيرُ إلى ملامح التَّطوُّرات المُعاصرة للوظيفة الدبلوماسيَّة، ويرتبطُ هذا الموضُوع بدور تكنُولوجيا الاتِّصالات والمعلومات في الدبلوماسيَّة، حيثُ أنَّ دوْرها كبيرٌ في تعزيز التفاعُلات الدَّوليَّة بصُـورةٍ تُـؤدِّي إلى تغـيير هــويَّات الأطـراف والفـاعـليـن في العـالــم (The identities of the actors)، وحتـى تغـيير كيفـيَّة النَّظــر إلى قضـايـا “السِّيـاسـة العــالمـيَّة”(The International Politics)، فهي تُساعدُنا كما يرى البعضُ على فَهْـمِ مَعَانِي الحياة نفسهـا، وفَهْـمِ مصـالحـنا، ومـا نحـنُ عـليه، وتُحـدِّدُ لنـا مـنْ هُــم الأصـدقــاء، ومـن هُــم الأعــداء.. وعبر توظيف هذه الوسائل والآليَّات، والأطراف الجديدة في منظُومة دبلوماسيَّتها الرَّسميَّة (والشَّعبيَّة)، فإنَّ الدُّول سيكُونُ لدَيْهَا القُدرةُ على استخدام هذه الوسائل المُستحدثة في تحقيق أهـدافها وغـايـاتهـا، التي تعجـزُ الوسائلُ الدبلوماسيَّة التَّقليديَّة عـن تحقيقها.

إنَّ هـذه الدبلومـاسـيَّة الحديثـة التي يتمُّ مُمارستها في ظـلِّ مُعطيـات ثـورة المعلـومـات والاتِّصـالات، تُعـبِّرُ عـنْ حُـدُوث تطوُّرات واضحة في هـذه الوظيفة، تعكسُ تواصُـل هذه الدبلوماسيَّة في الوقت الحالي وتزايد أهميتها، مـع الأخـذ في الاعتبار استمرار ركائز هذه الوظيفة التي تطوَّرت تاريخيّاً، وأصبحت مُنظَّمةً ومُقنَّنةً بقواعد “القانُون الدبلوماسيِّ”،الذي هُو مجمُوعة المبادئ القانُونیَّة المُوجَّهة لتنظیم العلاقات الخارجیَّة التي تقُومُ بین مُختلف هیئات أو أعضاء أشخاص القانُون الدَّوليِّ المُكلَّفینَ بشكلٍ دائمٍ أو مُؤقت بالعلاقات الخارجیَّة. فالقانُونُ الدبلوماسيُّ هُو ذلك الفرعُ من القانُون الدَّوليِّ الذي یهتمُّ بصُورةٍ خاصَّةٍ بمُمارسة وتقنین قواعد التمثيل الخارجيِّ وادٕارة الشُّؤُون الدَّولیَّة، وطُرُق قیادةالمُفاوضات، ووسائل و إجراءات إقـامة وإنشاء العلاقـات الودِّیَّةبین الدُّول.. وللحديث بقية…

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :