الذّكرى السّنويّة السّادِسة لجريمة اغتيال المُناضلة سلوى بوقعيقيص

الذّكرى السّنويّة السّادِسة لجريمة اغتيال المُناضلة سلوى بوقعيقيص

  • أ :: شكري السنكي

المحاميّة سلوى سَعْد بوقعيقيص (24 أبريل 1963م – 25 يونيـو 2014م)، المنتمية إِلى إحدى عائلات بّنْغازي العريقة وَمِن أسرة صاحبة مواقف وطنيّة مشهودة.. المُناضلة والناشطة الحُقُوقيّة والسّياسيّة، وواحدة مِن بين مؤسسي «المجلس الوطنيّ الانتقالي» الّذِي قاد ثورة السّابع عشر مِن فبراير الّتي أطاحت بنظام معمّر القذّافي القمعي المستبد فِي العَام 2011م.
وقفت فِي زمن حكم القذّافي ضدَّ عناصر اللّجان الثوريّة، وذلك إبّان دراستها الجامعيّة فِي كليّة الحُقُوق بجامعة بّنْغازي، ودافعت عَن قضايا السجناء السياسيين كمحاميّة، كمَا عبرت بوضوح تامّ عَن مدى إيمانها بقيم الحريّة والعدل وصون كرامة الإنْسَان، وحمايّة حُقُوقه وتعزيزها. وتُعد سلوى بوقعيقيص مِن رموز ثورة فبراير، وواحدة مِن بين مؤسسي «ائتلاف 17 فبراير»، ووجهاً مِن الوجوه الّتي برزت بعْد الثورة فِي وسائل الإعلام المحليّة والعربيّة والأجنبيّة، فأحسنت وأضافت وتركت أبلغ الأثر.
اقتحمت مجموعة مِن الملثمين يوم 25 يونيه 2014م منزلها فِي مدينة بّنْغازي، وأردوها بالرصاص فضلاً عَن مجموعة مِن الطعنات النافذة. ويبدو أن الملثمين لم يكتفوا بقتلها فِي شهر شعبان الّذِي ترفع فيه الأعمال إِلى رب العالمين، كمَا قال رسولنا عليه الصلاة والسّلام، ولكنهم خطفوا زوجها عصام عبْدالقادر الغرياني وتمّ تغييبه ويعتبر مصيره مجهولاً إِلى يومنا هذا، ثمّ قتلوا رفيقتها فريحة خليفة محَمّد البركاوي فِي منتصف نهار يوم الخميس الموافق 17 يوليو 2014م، حيث أطلق عليها مجموعة مِن المُسلحين المجهولين وابلاً مِن الرصاص فسقطت شهيدةً غارقةً فِي دمائها وكان ذلك فِي الشهر الّذِي أُنزِلَ فِيهِ القرْآنُ، وفِي العشرين مِن شهر رمضان الفضيل الّذِي تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران.
وكان آخر منصب شغلته سلوى بوقعيقيص قبل اغتيالها، منصب «نائب رئيس الهيئة التحضيريّة للحوار الوطنيّ»، الحوار الّذِي كان ستشرف عليه الحكومة الِلّيبيّة لإجراء مصالحة وطنيّة شاملة. وكان آخر نشاط قامت به، هُو الإدلاء بصوتها فِي الانتخابات التشريعيّة، وكان ذلك صبيحة يوم اغتيالها، وقد نشرت صوراً لها فِي صفحتها بالفيسبوك، وهي تدلي بصوتها فِي مقر الاقتراع.
عدم الكشف عَن ملابسات جريمة اغتيال سلوى بوقعيقيص حتَّى الآن، وعدم الاهتمام بملف قضيتها وجرائم الاغتيال الأخرى بعد مرور كل هذه السنوات، بالإضافة إِلى عزوف السّلطات الرَّسميّة عَن التحرَّك الجاد لأجل الوصول إِلى الجناة الحقيقيين، يثير السؤال والشكوك ويضع العديد مِن علامات الاستفهام !؟.
لماذا صمت الأجهزة الرسميّة طوال هذه السنوات، ولماذا هي صامتة حتَّى الآن، ومَا هي مبررات هذا الصّمت العجيب المريب !!؟؟. َ
أخيراً، أختم كلامي فِي هذه الذّكرى الأليمة لاغتيال ابنة بّنْغازي البَّارة والوطنيّة الغيورة، بما قالته فِي هذه المناسبة الدّكتورة إيمان شقيقة فقيدة الوطن الكبيرة: « كلماتك يا سلوى ستظلّ باقيّة وستكون نبراساً يستدل بها مَنْ يؤمن بالعدالة وحُقُوق الإنْسَان وقيام دولة مدنيّة مبنيّة على تطبيق القوانين وبناء المؤسسات. نتمنى أن ينعم الله على مدينتنا بّنْغازي الحبيبة وبلادنا ليبَيا الغاليّة بالسّلام الّذِي دفعتِ حياتك ثمناً له وأن نستطيع أن نتعايش مع مَنْ يخالفنا الرًّأي والتوجه كمَا كنتِ تعملي لأجله وأن يقف نزيف الدّمّ فِي بلادنا وأن يرجع كلّ مخطوف إِلى ذويه عاجلاَ غير آجل».
رحمك الله يا سلوى….


الصورة الأولى: المحاميّة سلوى بوقعيقيص تحمل صورة المَلِك إدْريْس السّنُوسي وولي العهد الأمير الحسن الرَّضا، رحمهما الله، أمام محكمة شمال بّنْغازي، أو مَا عُرف بـ«ساحة التَّحرير»، مايو 2011م.

المحاميّة سلوى بوقعيقيص مع ديبورا كي جونز السفيرة الأمريكية بليبَيا.




شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :