كتب :: د.أحمد السيد
تكثر الأسئلة الحائرة في هذا الموضوع هل الزواج قسمة ونصيب أم اختيار وأود من أبنائي الشباب والبنات المقدمين على الزواج أن يقرؤوا هذا الكلام بعناية ولا يملوا من طوله : حين أمر الإسلام بالزواج وحث عليه ابتدأ بالأمر بحسن الاختيار للزوج والزوجة فقال صلى الله عليه وسلم “تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس” وهذا الحديث مع ضعفه إلا أنه صحيح المعنى وقال أيضا”تنكح المرأة لأربع لمالها وجمالها وحسبها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك”وقال عن اختيار الزوج الصالح “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير” فمن أخذ بالأسباب الدينية في اختيار الزوج أو الزوجة الصالحين سعدوا جميعا في الدنيا والآخرة .ومن أساء الاختيار فلا يلومن إلا نفسه
تأتي جزئية النصيب والقدر فيمن أخذ بالأسباب واختار زوجة صالحة أو أخذت بالأسباب واختارت زوجا صالحا ثم لم يوفقا فإن الأرواح جنود مجندة فهو صالح وهي صالحة لكنهما غير متفقين .. فهذا نصيب وقدر
ولعلك وأنت تختار شريك حياتك _فوق أن يكون صاحب دين أو صاحبة دين _ يجب أن تجد من روحك قبولا لروحه فالأرواح المتشابهة سهلة الوصال وقد قال صلى الله عليه وسلم”انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما”
أو ربما وأنت تسأل عن الطرف الآخر دينا وخلقا غبنك الناس وكذبوا عليك وقالوا عنه أنه صالح وهو ليس كذلك ..فإنك آخذ بالأسباب وهذا قدر من الله والله محاسب هؤلاء على ما أوقعوك فيه
وينبغي تنبيه الناس على أن المثل الشائع”يا بخت من وفق راسين في الحلال” لا يسوغ لك أبدا أن تكتم ما تعلمه عنه من سوء خلقه فهذه شهادة لا تكتم والله محاسبك عنها.
ثم يأتي من يتعلل بالقدر وهو كاذب مثل من يعلم أن الطرف الآخر سيء الخلق عديم الدين لكن أغراه المال أو الجمال أو غير ذلك ثم يذوق مرارة العيش معه فإذا سأله الناس لماذا فعلت بنفسك هذا؟ يقول:”قسمة ونصيب”
كلا هي كلمة حق أريد بها باطل بل هو نصيب بسبب سوء اختيارك
ويزين له الشيطان الارتباط بهذا الشخص الفاسد معللا بأنه سيأخذ فيه ثوابا ويصلحه
أقول له: لو كان الأمر كذلك لما طلب منا الإسلام اختيار الصالح بل كان يحثنا على اختيار الفاسد لنصلحه
ولعلك باختيارك الفاسد لتصلحه يقوى عليك فساده فيفسدك
ولعل سائلا يسأل :
فماذا يفعل من غبنه الناس وأوقعوه فيمن لا دين له ولا خلق؟
أقول: هذا جهادك وهذا بلاؤك ولعل الله اختارك لهذا لتكون سببا في هدايته وصلاحه
والأمر هنا ليس بالهين فإنك تقضي حياتك كلها في هم وغم ومحاولات للإصلاح قد تقتل فيك كل إبداع وتميت فيك كل طموح فإن البيت المغلق على طرفين متناقضين جحيم لا يطاق وضيق لا سعة معه إلا لطف الله بك ومعونته لك فاصبر واحتسب وخصوصا إذا كان هناك أولاد إن كانوا مع المرأة وحدها جاعوا وان كانوا مع الرجل وحده ضاعوا وربما العكس صحيح في بعض الحالات
ولعل أكثر أسباب الطلاق ترجع إلى سوء الاختيار أو العجلة وعدم التروي
ولعل فساد المجتمع كله حاصل من هذه الجزئية فإن سوء الاختيار يجعل الانسان ليل نهار مشغولا بإصلاح بيته مهموما بمشاكله فلا يلتفت إلى بناء أمته أو إصلاح مجتمعه
نحتاج رجلا صالحا يتزوج امرأة صالحة يصلح بهما المجتمع…
جزئية أخرى
يظل الشاب يمشي مع الفتيات ويفعل المحرمات وحين الزواج يبحث عن امرأة تشبه الصحابيات
يا أخي كن أنت أولا في أخلاق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يرزقك الله بامرأة في صلاح أم المؤمنين خديجة أو عائشة رضي الله عنهما
وكذلك:
هي ليست ملتزمة تضع مكياج ولباسها ضيق وطرحتها صغيرة فإذا أرادت الزواج التزمت ظاهرا “يعني مدة معينة” توقع فيها شابا يتزوجها ثم تعود إلى سابق عهدها
انتبهي!
ستقعين في شاب مثلك أراد الزواج فالتزم ظاهرا حتى يتزوج ثم يعود إلى عربدته
أصلح نفسك أولا ثم ابحث عن الصالحة
وأصلحي نفسك أولا يأتيك الصالح الحقيقي
اللهم أصلح شبابنا ونساءنا