- منى توكا شها
تؤلمني قصص النساء جدا بشكل عام في المجتمعات الذكورية وخاصة التي تسير بالقوانين العرفية و القبلية ، أتذكر واحدة تم تزويجها بمختل عقلي تنام قلقة مرتجفة لأن ذكور بيتها أعادوها إلى منزل هذا المختل الذي حاول إفراغ محتويات سلاحه الناري على جسدها .
ثانية تم تزويجها بذكر ينزل بها أشد أنواع الآلام الجسدية والنفسية تعود فارة إلى كنف أهلها وأمان بيتها مراراً وتكراراً وفي كل مرة يعيدها ذكور منزلها إلى عرين الوحش ليحاول إحراقها داخل بيتها ولكن تستطيع أن تنجو بآخر ما تبقى من وجودها.
أخرى تم تزويجها بذكر يمرن عضلاته الهلامية على جسدها، يكسر بها عظمة كل ما جبرت الأولى، تهرب إلى بيت أهلها لجبر روحها المكسورة فيضربها ذكور من تعتبرهم إخوة و أب وتعود لبيت الملاكم مكسورة الروح والعظم.
أما أخرى يزوجونها من ذكر مدمن بممارسة الزنا تشتكي أهلها فيخبرونها أن هذا رجل والرجل لا يعيبه شيء وبنظرهم لا يوجد رجل لا يزني ثم تتزوجه مجبرة، ينقل لها من الأمراض أشكالاً وأنواعاً ثم تعود إلى بيت أهلها متعبةً مُنهكة يعيدها الذكور لأنها أصبحت حاملة للمرض ويخافون على أنفسهم وعلى سمعة العائلة.
العديد من القصص الواقعية في جعبتي لا أرغب استعادة تفاصيلها, مجرد سردها يشعل في قلبي النار، سيراه الذكوري استجداء للتعاطف وأنا أراه عرضا لوساخة أمثاله.
الذكوري في المجتمعات القبلية التي تسير بالقوانين العرفية أسوأ أنواع الذكوريين ، هم الذين ينتمون إلى منظومة إن كان لها مسمى فهي ” اتحاد الذكور من أجل المنافع المتبادلة ” يتساهلون في حق أخواتهم وبناتهم ويقفون مع الذكر الذي يعتبرونه ابنهم من رحم الذكورية خشيةً أن ينقلب عليهم الذكور إن أساؤوا هم لزوجاتهم، أيضاً بهكذا ردود فعل متأكدون من عدم قدرتهم على الصيام عن الإساءة والإهانة وممارسة الذكورية ضد النساء، هو إدمان يجلب لهم نشوة أكبر من الأفيون.
والأسوأ من كل هذا إن القوانين العرفية ذكورية جدا لدرجة القرف، أكاد أجزم أنهم نسوا وجود النساء في المجتمع أو أن لهم اعتقادا أن النساء كـممتلكاتهم من البهائم أكرمكم الله وما يسير عليهم من القوانين تسير على النساء.
حتى أن المرأة إذا فاض بها ولجأت إلى محاكم الدولة وتحصلت على كل حقوقها كالطلاق مثلا لا يتم الاعتراف بهذا الطلاق وفق القانون العرفي ولن تستطيع الزواج من نفس القبيلة وإذا فعلت سيعتبر زوجها تزوج من امرأة متزوجة وتطبق عليه عقوبات أو ربما تصل إلى القتل من قبل طليقها ويعتبر غير مجرم عرفياً.
ولن تنحل هذه الأعراف الذكورية الجائرة في حق إنسانية المرأة إلا باستفاقة المرأة وتحرير عقلها من الأفكار التي تم دسها في العقل الباطني لبعض النساء منذ زمن الأجداد التي جعلتها تصدق بأنها أدنى من الرجل فبالتالي تتقبل على نفسها أو بناتها بأن يعشن القصص التي سردتها.
أما الذكر المستفيد من هذه الأفكار لن يغيرها حتى وإن كان رجلاً لا يؤمن بهذه الأعراف الذكورية للمجتمع فلن يعترض لأنه ليس المتضرر ، فبالتالي تفكيك هذه الكوابل العرفية الظالمة سيكون بيد النساء.