مسجد ابن تيمة يحتفي بتتويج حافظتيْن لكتاب الله

مسجد ابن تيمة يحتفي بتتويج حافظتيْن لكتاب الله

فسانيا : حواء عمر

قال الله تعالى في محكم التنزيل من القرآن الكريم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) } صدق الله العظيم احتفى مسجد ابن تيمية في الأيام القليلة الماضية بتخريج طالبتيْن أتممتا حفظ كتاب الله كاملا ، و ذلك في جلسة رائعة نابعة من قلوب صادقة اجتمع فيها هدوء البشر ممزوجا بحضور ملائكة الرحمن ، حيث يتميز مسجد ابن تيمية بمدينة سبها بتحفيظ الفتيات الصغيرات، و ربات البيوت، والأكاديميات بمختلف أعمارهن في نسيج مذهل تترأسه طرق تدريس دقيقة بداية من البنود التي يتبعها الجميع بما فيها المعلمة نفسها حيث أنها تدرس برواية قالون عن شيخه بن نافع وهي تعد من أصعب الروايات من حيث صعوبة أحكامه، إلى دقة مخارجها ، بالإضافة إلى الرسم الداني وهو من أجمل الخطوط العربية في رسم القرآن الذي يعتبر نادرا جدا في فن إتقانه وتعليمه، وقد خرج المسجد دفعات قرآنية من حفظة كتاب الله جل جلاله، أربعة عشر خريجة ما بين سنة 2004 إلى 2022 بالإضافة إلى خريجتين يحتفي بهما المسجد هذه الأيام تحت إشراف معلمة الفاضلة “عائشة ثابت الكانمي “.

 وفي حديثنا مع المعلمة “عائشة ثابت الكانمي “: مفتشه تربوية ” دفعني حب القرآن إلى تعليمه ، وها قد مرت عشرون عاما على بدايتي في هذا المجال ، تعلمت القرآن على يد الشيخ “محمد عبدالله الأحرش ” أقدم له كل التحية في هذا اليوم الطيب. 16 طالبة خرجت خلال عشرين عاما.

 أضافت ” كانت بدايتي في مركز قذافي الدم في العام 2004 ،وخلال عشرين عاما قمت بتخريج ما يقارب ستة عشر طالبة (حفظن القرآن كاملا ) وهذا بالإضافة إلى المسابقات التي كانت لنا فيها نصيب طيب على مستوى البلاد، حيث تحصلت الطالبات على مراتب عالية جدا في مسابقات ( الربع ، والنصف، والقرآن كاملا ) وأما بالنسبة للمشاركات التي داخل مدينة سبها فقد تميزن في كل مسابقة شاركن فيها ، و استحوذن على نصيب الأسد ولله الحمد والمنة.

 تحصلنا على المراكز الأولى واصلت الكانمي ” من آخر المشاركات التي تحصلت فيها الطالبات على التراتيب الأولى على مستوى فزان كانت بمشاركة مجموعة من طالبات مسجد ابن تيمية وهن (مبروكة علي يوسف شوايل ، مبروكة جمعة صالح ، وجوري عبد الهادي خميس ، زهرة أدم ،سعدة عمر علي ,زينب جبريل ,سليمة رضي ,جود هاشم ,مبروكة أدم ,مروة عثمان ,آية محمد بوسيف ,سالمة حسن هارون ,منارة حسن ,مريم حسن هارون ) واسترسلت: تعلمت الكثير والكثير على أيدي مشايخ الدين معالم القران كالتنزيل والأحكام ، ومن بين المشايخ (الشيخ أحمد عمر عبدالله ,والشيخ عمر طاهر , والشيخ عبد العزيز الغرارة من مدينة مسلاتة ، والشيخ محمد الواعر ) أقدم لهم جزيل الشكر والتحية من هذا المنبر .

 نركز في حلقتنا على التحفيظ بأحكام رواية قالون بن نافع عن طريق الشاطبية وأردفت : تتمحور حلقة التدريس لدينا على التركيز التام على التحفيظ بأحكام رواية قالون عن شيخه بن نافع عن طريق الشاطبية , والمخارج , والترتيل , بالإضافة إلى الكتابة برسم أبو عمر الداني.

والتنزيل ” وهو عبارة عن الآيات المتشابهة , والمختلفة واستخراجها ، وتتبع عدد ورود الآية في القرآن. تطرقن بالسؤال عن كيفية تحفيظ مربيات البيوت “الأميات” والنساء الكبيرات في السن في حلقة التحفيظ فأجابت ” هذه الفئة تعتبر من الفئات الصعبة في التعليم حيث أنهن لم يدرسن من قبل ولكن بفضل الله تعالى تغلبن على هذه المشكلة بالتلقين حيث اخترنا أسلوب التلقين في تعلميهن وجنت هذه الطريقة ثمارها سريعا بفضل الله ومما زاد الموضوع جمالا هو الهمة العالية التي تميزت بها هذه النسوة وإصرارهن على المثابرة و الاستمرار دون انقطاع . نطمح بالمشاركة بمسابقات على مستوى العالم العربي و الإسلامي

تابعت الكانمي : نحن نطمح إلى الوصول و المشاركة في مسابقات على مستوى العالم الإسلامي وهذا ليس من باب الغرور ولكن و الحمد لله هناك مجهود كبير يبذل من هذه الفئة المميزة بمختلف أعمارهن ، و أتمنى من وزارة الأوقاف الوضع في عين الاعتبار دعم هذه الجهات , على سبيل المثال “كبرنامج صقل المتميزين ” التي تقام في مدن طرابلس وغيرها نتمنى أن تكون لنا مشاركات في تلك البرامج. طالباتي مجتهدات في حفظ القرآن و ناجحات في مجالات عملهن

 أضافت ” نحن نملك القامات المتفوقة والمميزة في الصوت، والترتيل، ومخارج الحروف ، فأتمنى لفتة منهم فقط وبالأخص أن هذا التميز ليس في القرآن فقط ولكن في الدراسة أيضا ، فمع شديد الأسف تم تهميشنا في بعض المسابقات التي تقام داخل المنطقة، ولكن نحن نطمح أن تكون لنا مشاركة على مستوى العالم الإسلامي والعربي أيضا , فأنا أؤمن بقدرات الطالبات واجتهادهن، فعلى سبيل المثال هن متفوقات في دراستهن فمعنا الدكتورة (الطبيبة) , والصيدلانيات ، وطبيبات الأسنان , وبمختلف المجالات ومع ذلك اتضح أثر القرآن على مستواهن العلمي حيث أحرزن نتائج مذهلة وتراتيب أولى على صفوفهن بالجامعات . واختتمت حديثها ” كل الشكر لكم على هذه اللفتة الطيبة وجعله الله في ميزان حسناتكم . حبي للقرآن دفعني لتخطي العثرات

تحدثت ” مريم هارون ” طالبة بمسجد ابن تيمية تحتفي باختتامها للقرآن الكريم ” وعن سنين كتبت حروفها من نور, قائلة لقد وجدت العثرات في طريقي حيث أني كنت أقطن في مكان بعيد عن المسجد ، ولا أملك وسيلة مواصلات ، حينها قالت لي أمي يجب أن أتوقف عن الذهاب ,ولكن كانت رغبتي في الاستمرار كبيرة ، فلم أستطع التوقف أبدا و شعرت حينها بأن هناك شيئا في خافقي ينبض بالحب للاستمرار ، وها أنا بفضل الله أتوج من الحافظات ويلمع اسمي بينهن

  المتسابقة الأولى بالمسابقة وقالت ” مبروكة علي يوسف شوايل ، طالبة بمسجد ابن تيمية تحتفي باختتامها للقرآن الكريم “وتميزت بفوزها بجائزة المشاركة على مستوى المنطقة وتحصلها على الترتيب الأول. وأفادت كنت أكافح بكل معنى الكلمة لأصل إلى هذا المستوى ، لم يكن الأمر سهلا ولكن كان حلمي للوصول أكبر تعثرت مرات كثيرة حتى وصلت وأصبح حلمي حقيقة في النهاية لم أجد ما أقول فنور الله قد تجلى في قلوبهن بشدة , وأصبح يضيء علمهن هنيئا لمن جعل نوره في أول الدرب وفي آخره ’ وهنيئا لمن جعل القرآن حجة له يوم القيامة . وتعتبر جوري عبدالهادي خميس من أصغر المشاركات في آخر مسابقة نظمها مسجد ابن تيمة ، حيث فازت بجائزة تقدر بــ 400 د.ل ، وشاركت بحزب الأعلى .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :