العزيز الغائب

العزيز الغائب

  • فاطمة إدر

إلي العزيز الغائب عن العين.

في ذات مساء كانت جالسة على كرسيها ،كعادتها تتأمل السماء الصافية حتى مر طيفه من امامها فرجعت بها الذكريات إلى حديث دار بينها وبينه
هو: نظر إلى عينيها فوجد الحزن يتمدد فيها،
وقال لها لم هذه الحزن الذي أره في عينيك صغيرتي؟
فنظرت إليه بعيونٍ معاتبة .. قالت له:وهل يهمك الأمر أم إنك تتساءل لكونك فضولي فحسب ؟!
فنظر إليها مندهش من كلامها
فقال: مابك صغيرتي انا والدك أيعقل أن تقولي لي هذا الكلام!؟ فنظرت إليه !
و ضحكت ضحكة إندهش منها كل من كان حولها .
كانت ضحكتها تعبر عن كل الألم والصدى المكبوث الذي إستوطن فؤادها سنوات من الحرمان والقهر الأبدي.
فأجبته بإستغراب وعتاب أحقا تسمي نفسك أبي ؟
وقال:لمَ أتشكين في ذلك أم ماذا؟

فقالت أحق تسمي نفسك كذلك أين انت حين كنت طفلة صغيرة تحلم بأن تعيش طفولتها مثل بقية الأطفال الذين هم في عمرها لم حرمتني من ذلك الشعور ؟ أين أنت حين مرضت وسهرت الليالي وأحسست بوجع وألم؟
ولكن أتدري ماهو أكبر ألم بالنسبة لي؟ لم يكن الألم المرض، بل كان ألم الحرمان من الأب..
كان من المفترض أن تكون بجانبي وأن تشتري لي الدواء وتسأل الطبيب عن حالي وماذا أحتاج ولكن حرمتني من هذا الشعور
أين أنت حين طلبت منا المعلمة ان نأتي غداً للمدرسة ونحن معنا كل التجهيزات للرحلة المدرسية ؟
أين أنت حين كانت تقول لي المديرة إحضري والدك لكي يوقع لنا على هذه الورقة.. اتعلم حينها كم كنت اتألم ؟ اتعلم كم كانت تلك الكلمة تنزل على قلبي مثل السهم !
اتعلم ماهو اكبر وجع هو حين تحدثني إحدى صديقاتي على أن والدها ذهب معها إلى حديقة الألعاب وأشترى لها كل ماتتمنى كل مالذ وطاب من المطاعم .
أتعلم كمية الخذلان والوجع الذي أحس به عندما يتم توزيع صحف النتائج وانظر إلى صديقاتي كلهن سعيدات ومتلهفات لكي يذهبن إلى البيت ويبارك لهم أباءهم وأنا عندما اذهب إلى البيت لايوجد طيف أب حتى أريه حتى يفرح ويأخذني إلي أحضانه فرحاً بما قدمت.
أتعلم كنت دائما أنهض في الصباح الباكر وأقول لأمي بأن أبي سيأتي يوم ما ويغمرني بحنانه ويعوضني عن كل لحظة لم اكون معه ولكن كانت مجرد امنيات ولم تتحقق حتى كبرت وأصبحت أعتمد على نفسي التى لازالت تهوى أن تجد سند كي تتكئ عليه !

والآن يا غائبي كل حروفي في سبيلك تبكى حرقة وشوقاً لك .
غريب أمرك يا حبيبي الأول ،كيف هان عليك أن تترك ملاكا مثلي ،
أحقا أستحق أن أكون منبوذة ،أ أستحق أن أكون وحيدة كجذع شجرة منفية .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :