الكاتبة منى تومية :متأثرة بجبران وبفكر أنثوي وبكتابة دون تحيز

الكاتبة منى تومية :متأثرة بجبران وبفكر أنثوي وبكتابة دون تحيز

  • حاورها :: سالم الحريك

‏تعالج القضايا بصوت أنثوي وفي ذات الوقت تكتب دون تحيز بدأت رحلتها مع القراءة في سن صغيرة وأبرز من تأثرت به كما تقول هو العملاق جبران خليل جبران. تدرجت بالكتابة حتى اتخذت قرار النشر واقتحام عالم الكتابة بشكل فعلي لإيصال أفكارها والقضايا التي تعالجها بمنظور خاص. حوارنا مع الكاتبة الجزائرية الشابة منى تومية.

بداية من هي منى تومية؟ وكيف تقدمين نفسكِ للقراء الكرام؟

منى طالبة ليسانس تخصص قانون كاتبة جزائرية أول مولود أدبي لي كان عبارة عن رواية اجتماعية تحت عنوان “حرب القوارير” الصادر عن دار خيال للنشر والترجمة مدونة وناشطة ثقافية عبر العديد من الصحف والمجلات العربية والوطنية كاتبة سيناريو الشغف الثاني بعد كتابة الرواية.

كيف كانت بداياتك مع القراءة؟ وبمن تأثرت منى تومية في قراءاتها؟

في البداية يمكنني القول إنني بدأت بالمطالعة في سن صغيرة نوعا ما وأنا لا أعني هنا بالقصص القصيرة وما إلى ذلك بل الروايات وذلك من خلال خالتي التي أصابتني بعدوى القراءة فكان أول من تأثرت به و قرأت له هو العملاق جبران خليل جبران. أما بالنسبة للأدب الروسي فكان لي اطلاع على بعض الأعمال لكُتاب عديدين منهم ليوتولوستوي ، فيدور ديستوفيسكي بوشكين وفي الشرق الأوسط أعمال إليف شافاك وأورهان باموق. بالإضافة لأعمال عربية كالعملاق طه حسين ومصطفى صادق الرافعي العراب و محمد ديب وآخرون كثر لأن شغف الكاتب يكمن في تذوقه للحرف الجيد فكان هؤلاء البعض ممن أطالع أعمالهم بحب.

كيف بدأ مشوارك مع الكتابة ووصلتِ إلى قناعة أن قلمك بدأ ينضج ويستحق أن ينشر ما كتب؟

كحلقة متواصلة غالبا ما تقودك القراءة إلى تجسيد تلك الأفكار المتراكمة في مكامن شعورك على شكل خواطر ومقالات، قصص قصيرة وغيرها. كانت البداية الفعلية لدخولي عالم الكتابة من خلال حصص اللغة العربية التي كانت تُعنى بهذا الجانب في عمر صغير حوالي الثالثة عشرة بحيث تطرقت لكتابة مجموعة نصوص ورواية لم أكملها رغم جهلي بالمبادئ الأساسية لذلك لكن لاقت استحسانا من قبل مدرس المادة لأنتقل بعد ذلك للكتابة لنفسي فقط دون التفكير للنشر للجمهور إلى أن بدأت في النشر عبر الصحف والمجلات والمواقع… تقريبا كان قراري بنشر الرواية ورقيا كان نتيجة شغف منذ الصغر في أن أقتحم هذا العالم وذلك لإيصال فكرة ما حول قضيه ما بمنظوري الخاص. أما بالنسبة للقلم الإبداعي للكاتب فهو في تطور مستمر سعيا نحو تقديم الأفضل دائما.

يمتلك البعض ربما طقوساً خاصة بهم سواء أثناء القراءة أو الكتابة هل لديك أيضا طقوس خاصة تلازمك أثناء ذلك؟

بالنسبة لي كل ما أفعله قبل مباشرة أي عمل روائي يهمني أن أكون ملمة بالجانب الذي أعالجه وبالتالي تكون نسبة القراءة في الموضوع الذي أرغب في معالجته مرتفعة. أما عدا ذلك يمكنني الكتابة في الموضوع الذي أعالجه بكل أريحية. أما بالنسبة للقراءة فهي تلازمني في كل ثنايا الوقت ولا تحتاج إلى أي طقوس خاصة.

كما نقرأ في أغلب كتاباتك تميلين أكثر إلى الأدب الاجتماعي الواقعي. هل ستواصلين الكتابة على هذا النحو؟

الأدب الاجتماعي هو بالنسبة لي المرآة التي أعكس بها توجهي في الحياة وميولي أعالج من خلاله أفكارا وزوايا من فكر المجتمع. بعد حرب القوارير بدأت فعلا بكتابة عمل اجتماعي آخر لكن هذا لا يمنع توجهي لأكثر من نسق في الكتابة فمثلا يستهويني الأدب البوليسي وأدب الإجرام فأنا أتطلع حاليا للكتابة في هذا النوع أيضا.

لكل كاتب عادة قضية تكون هي الأبرز في كتاباته. هل القضايا الاجتماعية الخاصة بالمرأة تشغل الحيز الأكبر من تفكيرك؟ أكيد بما أنني تطرقت للكتابة في القضايا الاجتماعية كان للمرأة دور فعال في كتاباتي ، وهذا لأن المرأة تشكل كيانا مهما وأصلا لا غنى عنه في المجتمع لا يمكننا التغاضي عنه أو تجاهله. فكما نلاحظ أن للمرأة مكانة مهمة نسعى دائما للتأكيد عليها وهذا ما جاء في روايتي الأولى التي كان للمرأة النصيب الأوفر منها.

تقولين بأنك تعالجين القضايا بصوت أنثوي. إلى أي مدى يمكن للكاتب أن يعالج القضايا الاجتماعية بشيء من الموضوعية بعيداً عن التحيز للنوع الاجتماعي ربما؟

لابد للكاتب أن يعالج القضايا التي يتطرق إليها في كتاباته بنوع من الموضوعية والمنطق الذي لا يمث إلى التحيز بشيء ربما التحيز لقضية ما دون الأخرى أو جنس ما دون الآخر أو عرق على آخر. فهدف الكاتب الأول هو تسليط الضوء على فكرة ما أو قضية ما ومعالجتها من كل الجوانب والتطرق لكل الأفكار التي تخدم القضية بحيث تشمل كل الموضوع دون الحاجة للتعصب ضد فكرة ما.

حدثينا والقراء الكرام عن روايتك الأولى “حرب القوارير”كيف كانت ولادة هذا المولود وبماذا تصفينه؟

كانت رواية حرب القوارير كما سبق وأن ذكرت رواية اجتماعية عالجت العديد من الإشكالات والتساؤلات من خلال العديد من النماذج النسائية التي تأتي بمنظور مختلف لتعالج نموذج وفكرة مختلفة فعالجت خاصة في الرواية مشكلة الهوية والنسب العلاقات الزوجية في أكثر من نموذج.

كأول مولود أدبي لي فقد كان أشبه بالمغامرة الأولى سعيت جاهدة إلى إخراجه في حلة جميلة من حيث الصياغة والتركيب والفكرة، وذلك بالرغم من أنه نال قبولا من قبل العديد من دور النشر إلا أن شعور الكاتب بعدم نضوج العمل هو مادفعني للتريث لإخراجه في حلته الأخيرة التي هي بين أيديكم اليوم._______________

ذكرتِ بأنك بدأتِ في قراءاتك بالعملاق جبران خليل جبران هل نفهم أنك ستكتبين ربما غير الرواية.

الشعر تحديدا وهو ما اشتهر به جبران؟

عرف جبران بقلمه القوي وهذا ما يدعوا القارئ للتمعن والإعجاب بقلم وإحساس هذا الكاتب العظيم.

أما بالنسبة لي فأنا لا أفضل أن يحدد الكاتب المجال الذي سيكتب فيه مستقبلا إلا أنني وجدت في الرواية الحيز والمجال الملائمين لإيصال أفكاري على أكمل وجه لكن هذا لا يمنع ربما مستقبلاً وعلى المدى البعيد في أن أجرب الخوض في الكتابة في أحد المجالات الأدبية الأخرى.

ما تقييمك لواقع الأدب الجزائري الحالي والكتابات الشابة على وجه الخصوص وانتِ ابنة هذه الفئة ايضا؟

في البداية يمكننا القول أن هناك أقلام شبابية واعدة استطاعت شق الطريق بنجاح ، وأثبتت قوة قلمها الابداعي.

لكن هذا لا يعني عدم وجود أقلام أخرى ضعيفة نوعا ما أو متوسطة خصوصا مع انفتاح هذا المجال مؤخرا على عالم الشباب الذي اكتسحه بصفة كبيرة لكن تبقى قوة النص هي الفيصل وهو من تحكم على الكاتب بالنجاح أو الفشل.

ما المعيار حسب وجهة نظرك والفيصل في قوة النص من عدمه خصوصا ربما في ظل تراجع الحركة النقدية أو القراءات الأدبية المتأنية التي تواكب ذلك نتيجة زخم وسهولة النشر في الآونة الأخيرة والنظرة التجارية البحثة لدور النشر؟

يمكننا القول بأن قوة النص تأتي نتيجة تحكم الكاتب الكبير بالهيكل الأدبي الذي يعالجه سواء من حيث طرح الفكرة والأسلوب لأن الكاتب الجيد لا يكمن هدفه في النشر فقط أو سعيه من أجل إضافة مؤلف إلى مكتبته وإنما العمل الجاد من أجل إخراج عمل أدبي ذو قيمة معرفية وأدبية لذلك دائما أقول أن من واجب أي كاتب بل ومن الضروري جدا أن يسأل نفسه ماذا يمكنه أن يضيف للأدب بكتاباته.

عادة يواجه الكتاب العديد من الصعوبات والعراقيل خصوصا عند خوض تجربة النشر الأولى ويقال بأن البدايات دائماً صعبة إلى أي مدى وجدتِ ذلك؟

تجربة النشر هي المرحلة التي تكتشف فيها بأنك دخلت عالما أخر لا يعكس توجهاتك وأفكارك القبلية عن هذا المجال خصوصا مع تحول قيمة الكتاب إلى سلعة ربحية لبعض دور النشر وهذا لعله من بين المشاكل التي تكون عائقا أمام بعض الشباب المبدع وذلك بأن تكون تكلفة النشر على عاتق الكاتب ككل بالاضافة إلى مشكلة التوزيع التي تقع على عاتق الكاتب في النهاية.غير أن بداياتي مع النشر كانت عن طريق التواصل مع العديد من دور النشر التي ردت بالايجاب بخصوص نشر العمل إلا أنني والحمد الله لم أواجه أي صعوبة أبدا من ناحية هذا الجانب.

هل لديك عمل قادم تنشغلين به الآن؟

نعم يمكنني القول بأنني في صدد التحضير لعملين من صنف الرواية أحدهما رواية اجتماعية تعالج قضية اجتماعية والعمل الثاني بحول الله هو عمل ينتمي للأدب البوليسي خاصة.

هل العمل البوليسي أيضا يسلط الضوء على قضية اجتماعية في قالب سردي بوليسي أم قضية اخرى؟

كما قلت سابقا لا يمكننا استثناء المجتمع من أي عمل أدبي كان يمكنني القول أن العمل الثاني قيد الانجاز وهو دائما يسعى إلى توضيح فكرة وتسليط الضوء على قضية إجتماعية لكن بقالب أخر أكثر تشويقا للقارئ كلمة إلى الكتاب الشباب في الجزائر خصوصا وفي البلدان العربية بشكل عام.

يمكنني القول أن هناك أقلام شبابية تدعونا إلى التفاخر لقوة قلمها الابداعي سواء كان ذلك في الجزائر أو على مستوى الدول العربية عامة فقد أثبتت بجدارة واستحقاق قوة القلم العربي في مجالات الأدب المختلفة.

قلم طه حسين وتوفيق الحكيم وغيرهم.

الأدب دائما ما يطلب الأقوى لذلك نحن نسعى دائما لذلك فشباب اليوم هو المرأة العاكسه لنظرة الغد لنا

كلمة أخيرة في نهاية الحوار.

في النهاية أتوجه بالشكر لك سالم الحريك على هذا الحوار الشيق ولصحيفة فسانيا على هذا الاهتمام بالأدب والكتاب سعيا منها لخدمة الثقافة وأتوجه كذلك بتحيتي إلى الشعب الليبي الشقيق مع دوام السلم في أوطاننا العربية.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :