المقومــات التنمويــة  فــي الفكـــر الإسلامــي

المقومــات التنمويــة  فــي الفكـــر الإسلامــي

بقلم :: م :: دومة السنوسي

إن المواجهة الصحيحة للتخلف الاقتصادي تستوجب إنهاء الغربة في الفكر الاقتصادي الإسلامي فإذا أمعنا النظر فيه لوجدناه مليئاً بمبادئ وركائز تمثل مقومات رئيسية لتحقيق التنمية و تنقسم إلى نوعين من المقومات (( معنوية – مادية )) .

المقومات المعنوية للتنمية الاقتصاديــة (( العقيدة التنموية )) تتزايــد أهميـة المقومــات المعنويـة فــي الفكــر الإسلامــي فــي الوقــت الحالــي فـي ظـل انتشـار الفســاد داخـــل أروقــة المجتمعـــات ففي تقرير عن الفساد الذي نشرته منظمة (( الشفافية الدولية )) عن انتشار الفساد الإداري والمالي في العالم جاءت باكستان وأندونيسيا كواحدة من الأعلى التي ينتشر فيها الفساد وجاء تقرير الحكومة السورية حول الفساد الإداري أنه يكلف الحكومة والدولة ((50 ألف دولار يومياً )) و في مصر بلغت قضايا الفساد عام ((2003)) في تقرير هيئة النيابة الإدارية بمصر على سبيل المثال نحو ((73 ألف قضية )) بواقع قضية فساد لكل دقيقة ونصف , فهذا المؤشر يشير إلى مدى الفساد والدول العربية والتي كانت من بينها ليبيا في عصر الطاغية والتي كانت لا توجد بها شفافية و لا مصداقية بالإضافة إلى عديد  ملفات الفساد بعد ثورة 17 فبراير وخاصة ملف الجرحى وما صاحبه من مخلفات ومن أهم الركائز المعنوية للتنمية الاقتصادية في الفكر الإسلامي .

(عقيدة التنمية البشرية – ( إعمار الإنسان).

حيث تتخذ التنمية البشرية في الفكر الإسلامي شمولياً بحيث تستعرض كل جوانب حياة الإنسان وعلى أهمها الجوانب الخلقية من زرع مكارم الأخلاق عن قناعه وزهد وصبر  واحتساب ونزع الأخلاق الذميمة وشتى آهات القلوب من غل وحقد وحسد وغيبة ونميمة و قد أوضح الله سبحانه وتعالى طريق الخير والشر أو الحلال والحرام ومن ثمّ الطاعة والمعصية يقول تعالى” ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها” وقيل اتقى ترضى وبالتقى تقوى وفي المقابل قيل إن العالم الغربي تقدم في ظل نهب ثروات العالم النامي وسرقة المعرفة وتأميم الحقيقة وإحاطة الشعوب بصورة إحباط معنوي حتى تضل الأمم مستهلكة أي سيادة ثقافة المهزوم فهو يقهر الإبداع عن طريق احتكار التابعين للاستعمار فأي شخص تجده قوياً يخرج لأنه مدمر داخلياً وما أكثر الإبداعات التي تمت اتهموا أصحابها بالجنونو لذلك اهتمت الدولة النامية ببناء العمارات لأبناء المهارات فعند سقوط الاتحاد السوفيتي عقد مؤتمر حضرته عشرات الدول فكانت توصياته .. منع لاحدي عشر الف عالماً روسياً بالذهاب للدول العربية حتى يحولوا دون وصول التكنولوجيا إليها فتلقفهم الغرب وتركوا لنا نتلقف الغانيات الروسيات .

حرم الطلبة العرب من دراسة بعض الاختصاصات .

وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق استهدف نحو خمسة آلاف عالم عراقي بالعقل ودمرت أغلب المنارات العلمية وهاجر أكثر من ((60000 )) عالم عربي إلى بلدان العالم .

إنهم يريدون تحويل المراكز العلمية إلى مراكز خاوية على عروشها .

فهذا النهج مستمر حتى تبقى بلادنا نامية ولكن نحن مصلحتنا ليست في اعتلاء المنصب ولكن فيما سوف يحرك المنصب إننا نريد أن تتقدم بلادنا .

قال الشاعر

يا قوم لاتتكلموا                    أن الكلام محرما

قاموا ولا تستيقضوا                 ما فاز الالعفو

وتأخروا على كل ما يقضي أن تتقدموا

ودعوا الفهم فالخير لا تفهموا

كما أود أن أشير إلى أن مسؤولية تطوير الأمة مسؤولية المسلمين جميعاً حكاماً وعلماءً وأغنياء وهم الفاعل الحقيقي والرئيسي لتحقيق التنمية لأن الحكام والشعوب عندهم قوة السلطات والعلماء عندهم العلم والأغنياء عندهم قوة المال  ولكي نحرك مركب التنمية لابد من أن نوفر نوعين من المقومات , مادية تماماً مثل أي مركبة تحتاج إلى مقومات مادية بطارية ممتلئة – عجلات ممتلئة بالهواء وخزانها مملوء بالبنزين , معنوية مفتاح التشغيل فكل المقومات المادية والمعنوية مطلوبة فالمفتاح لايؤدي مهمتة للمركبة بدون استتناء الشروط السابقة المادية والشروط السابقة غير كافية لتحريك المركبة بغير الحصول على مفتاح التشغيل وبذلك سمي المقوم المادي بالهيكل السفلي والمقوم المعنوي بالهيكل العلوي (الفكري ) فهوا الذي يؤدي إلى تنمية الأمة .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :