المهاري من قاع النسيان والإهمال إلى قمة التتويج

المهاري من قاع النسيان والإهمال إلى قمة التتويج

فسانيا : منى توكا

صعد فريق نادي المهاري البركت لكرة القدم إلى الدرجة الأولى بشكلٍ مباشر بعد تتويجه ببطولة الدرجة الثانية عقب فوزه في المباراة النهائية على نادي الوفاء بنتيجة 4-2، ليكون التتويج الرسمي الأول له منذ تأسيسه.

نادي المهاري الذي تأسس سنة 2000 وتم إشهاره كنادٍ سنة 2010 بقرار من اللجنة الأولمبية الليبية قرر اللعب والمشاركة، لا ملاعب معشبة، فقرر السفر للعب في ملاعب مدن قريبة ، لا وسائل النقل، ثم وجد أنه عليه أن ينتقل بسيارات المشجعين في طريق غات وأوباري وسبها من أجل لعب مباراة في غير أرضه!

مأساة ومعاناة كان بساط طريق التتويج بكأس الدوري يحدثنا عنه مدير نادي المهاري. غات قاطبة لا يوجد بها ملعب معشب لكرة القدم نهائيا والشباب أملهم بسيط ملعب يليق بمستواهم الكروي.

قال مدير نادي المهاري أيمن الملال” بفضل الله أولا وبفضل مجهودات الطاقم الفني والإداري واللاعبين توفقنا وتوجنا بكأس الدرجة الثانية والصعود إلى الدرجة الأولى للمرة الثانية ولكن واجهتنا تحديات كثيرة في طريق تتويجنا، إذ لم يكن مفروشاً بالورد و اختصرها في قلة الإمكانيات وعدم وجود ملاعب في منطقة غات قاطبة، وبعد المسافة وعدم وجود دعم مادي كافٍ”.

 لقب فردي واحد في البطولة وكان لصالح مهاجم المهاري.

وتابع ” فالبطولة لم تكن سهلة منذ بدايتها أول مباراة لنا واجهنا فريق الجزيرة فكانت من أصعب المباريات كونها أول اختبار وأول امتحان للاعبين، وإستطعنا أن نتغلب على نادي الجزيرة والظفر بأول نقاط المسابقة، وبعدها توالت المباريات ولكل مباراة طابعها منها ما كانت سهلة ومنها ما كانت صعبة”. وأردف” خسرنا مباريات سهلة و ضيعنا نقاطا مهمة أدت إلى ضياع صدارة المجموعة لكن تداركنا الأمر وبهمة اللاعبين وبثقتهم بأنفسهم رجعنا واعتلينا الصدارة من جديد، ووقتها أيقنا بأننا بإذن الله سنصل إلى المباراة النهائية ووصلنا ونلنا اللقب “.

 وأشار” تحصل اللاعب خالد المهدي على لقب أفضل لاعب في المباراة النهائية وتم تكريمه من قبل شركة الوادي الأخضر للملاعب، وهو اللقب الفردي الوحيد في المباراة النهائية والمسابقة كلها بالنسبة للنادي”. *

عملنا في وقت ضيق ولم نأخذ الوقت الكافي ولكن اجتهدنا وجاهدنا. وعن استعدادات الفريق

قال” في الحقيقة لم نكن مستعدين للمشاركة بدأنا في التمارين في وقت متأخر، كانت تفصلنا فترة ليست بالكبيرة عن موعد انطلاق المسابقة، عملنا في وقت ضيق ولم نأخذ الوقت الكافي ولكن اجتهدنا وجاهدنا ونلنا اللقب بكل جدارة، وإن تغير في الفريق شيء هو الروح؛ روح اللعب الجماعي وحب الفريق، الانسجام التام والإصرار

“وعن ماذا بعد التتويج قال” في الحقيقة أصبح الحمل ثقيلا فالدرجة الأولى تعني الاستعداد الجيد وهذا يتطلب إمكانيات كثيرة، ملاعب، تجهيزات رياضية بالكامل و دعم مادي كبير، ولكن بإذن الله نعد جمهورنا بالكثير”.

وقال كابتن المهاري القادر اخموك التواتي وأقدم لاعبي الفريق وثاني أكبر لاعب بعمر 34 متحدثاً عن دوره والصعوبات التي واجهته ككابتن” في كل مباراة مجبور أن أكون على قدر المسؤولية التي وكلت ليا وان أكون على أهبة الإستعداد وتشجيع اللاعبين إننا نستطيع اللعب والفوز، وتذكيرهم إن كل لاعب يجب أن يعطي أفضل مالديه وأن يحترمو الخصم وإمكانياته دائما”

 هذا الموسم تعلمنا من أخطئانا السابقة وعالجناها وأصعب مبارة كانت مع الأخضر بنت بية و عن ماتغير في هذا الموسم ليتوج باللقب

قال ” كنا نسافر في يوم المبارة نخرج الفجر ونصل الظهر وندخل مباشرة الى الملعب، وهذه نقطة سلبية، أما في هذا الموسم تعلمنا من أخطئانا وعالجناها حيث أصبحنا هذه المرة نسافر قبل المبارة بيوم يسترح فيه اللاعبين وفي الصباح تكون هناك حصة تدريبية خفيفة لندخل المبارة بعد عدة ساعات من التدريب “

وعن أصعب مبارة واجهوها في البطولة قال” من أصعب المباريات هي مباراتي الذهاب والإياب مع فريق نادي الوادي الأخضر ببنت بية فهو فريق منظم ويلعب كرة جماعية ، حيث فزنا في الذهاب على ارضهم بهدف لصفر وفي الإياب تعادلنا على ملعب سبها بهدف لمثله “

 طموحنا كبير و الوصول الى دوري الممتاز ليست بتلك الصعوبة وتابع متحدثاً عن السلبيات في هذه البطولة ” نتمنى تعشيب باقي الملاعب للأندية التي لم يتم تعشيبها مثل ملعب نادي الطليعة بغات و ملعب نادي المهاري حيث نلعب مباريتنا خارج البلدية، المسؤولين يوعدون انه سيتم النظر في الأمر ونتمنى ان يفو بوعودهم “

ووعد اخموك جمهور المهاري قائلاً ” اعد جمهور النادي اننا سنقدم موسم جيد، ونحن دائما عندما ندخل لبطولة ندخلها وعيننا على الكأس فطموحنا كبير جدا، حيث ارى ان حتى الوصول الى دوري الممتاز ليست بتلك الصعوبة، فقط يجب تشجيع ودعم الشباب فلهم طاقات وإمكانيات عظيمة “.

ملعب تدريبنا غير الصحي سبب بعض الإصابات لعدد من اللاعبين وقال مهاجم نادي المهاري و الكابتن الثاني للفريق خالد المهدي و الذي نال لقب افضل لاعب بالمباراة النهائية قال معبرا عن فرحته بهذا التتويج ” لا توجد كلمات تصف شعور الفوز والتتويج ولن تجد العبارات الملائمة حتى وان ابدع الشعراء في تجسيدها والكتاب في تسطيرها فقط تكفي الفرحة والسعادة عنوان لكل لحظة في تلك اللحظات” .

 وتابع قائلا ” الطريق لم يكن سهلاً بسبب الظروف التي قاسيناها اولاً بسبب الملعب غير المعشب وغير الصحي للتدريب فيه مما سبب بعض الإصابات لبعض اللاعبين، وظروف قطع المسافة من وإلى اوباري وسبها لعدم وجود ملعب مناسب و معتمد بالمنطقة بالإضافة الى ترك العمل والمشاغل والأهل لأجل اللعب في سبيل هذه البطولة “..

 استقبال الجمهور أشعرنا بأننا فعلاً حققنا شيئا تاريخيا وعن استقبال جمهور المهاري قال “أقل ما يوصف به أنه استقبال أسطوري واستثنائي وفريد وأكثر من المتوقع بحضور جميع الفئات العمرية من الكبار والحكماء والنساء والأطفال أثلج صدورنا وأنسانا التعب ومشقة الطريق وشعرنا بأننا فعلاً حققنا شيئا تاريخيا حيث جعلنا المنطقة كلها تجتمع وتلتئم مع بعضها من أجل استقبالنا في ساحة

وتلتئم مع بعضها من أجل استقبالنا في ساحة الوفاء؛ صدقاً شعور لا يُوصف”. *طموحنا رؤية ملعب معشب ومعتمد بالمنطقة.

وتابع ” طموحي رؤية النادي في مصاف الدوري الممتاز بعد اللعب في الدرجة الأولى الموسم القادم وأيضا رؤية ملعب معشب ومعتمد بالمنطقة حتى من أجل الأجيال القادمة لتتاح فرصة اللعب بين أرضك وجمهورك ورسم الابتسامة والسعادة مرة أخرى على وجوه أهلنا وناسنا”.

 واختتم حديثه بشكر الجماهير حيث قال ” عميق الشكر لكل الجماهير دون استثناء على حفاوة الاستقبال والجوائز المقدمة والدعم والتشجيع، ونأمل أن يستمر هذا حتى في المرحلة القادمة في الدرجة الأولى لكي نشد بأيدي بعضنا البعض لإيصال النادي إلى الدوري الممتاز وذلك ليس بمستحيل وأكرر شكري وامتناني لأهل البركت خاصة ومنطقة غات عامة “.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :