النجوم

النجوم

شعر :: عبدالمنعم المحجوب

النجمةُ كلمةٌ

مثلَ المَسالِّ تشقُّ السماءَ

لا حروف لها

كنتُ منذوراً للصمتِ

لولا أنني – وكنتُ تعلمتُ أقرأ الطالعَ

رأيتُ نجمَ ابني في الدار البيضاء

النّجومُ وظائفُ الأشياء

رأيتها في بادية السماء

كانت صريحةً مقبلةً آخذةً

رأيت موسيقى تؤلّفُ بين النجومَ

تربطُ ذؤاباتها ـــــــ تُسيلُ ألوانها

تَصِلُ بين منازلها ـــــــ ترسم لها طرقاً

وسرداباً إلى الشمس

تفتحُ شِباكاً على ميادين وساحات عامّة

ورأيت وعولاً كُدْراً وظباءً

على جبين الأفق

وكُنُساتٍ تأتي وتذهبُ

كما يظهر العقعق ويختفي

على حوافّ الأحراش

يسبحُ على البرونز

إذا أمْحَلتْ قطعةُ الليلِ الأخيرة

يصعدُ البحرُ إلى السماء

لا تسكتي عن هوسي بكِ

أنتِ ترافقين ذهولي

تتنزهين معي وتغضّين الطرف عن عبثي

تختفين بقربي من الشمس، قبلها أو بعدها

في منتصف أيّار عند الصبح

يَتْلُو النّجم قرينه

يتذكرُ وقائع بناتِ الدّهر

الظاهرة والخفيّة

إلى تشرين الثاني

النجمةُ شجرةٌ

طَلَعَ النباتُ

طلعَ الكوكبُ

طلعَ القَرْنُ

طلعَ السّديمُ

الرّسمُ القديم العميق الذي عرفتُه

يستيقظُ

النجمُ يسجُدُ يتسطّحُ ولكنه لا يذوب

البرقُ لا يضرب أشجار الزيتون

ملاحظة: ولا أشجار اللوز أيضاً

رأيتُ وردةَ الرّياح تدورُ على ظلّها

كان ظلُّها يدنو من القريةِ

وفي غابتها الليّنة تنبتُ النجوم

تتفتّق عن طريق واضح في أقصى الأرض

كنتُ منذوراً للصمت نجماً بعد نجم

غير أنني صرختُ

ولم يكن أحدٌ هناك ليغفر خطيئتي

كنت أرعى النجومَ

أحْسُب ميقاتها خشيةَ أن أتأخّر

أضربُ الوقتَ وأتطلّع

مُساناةً، ربما احتذاءً

أكان موعد مقهى الكورنيش مهمّاً إلى هذا الحد؟

أنا أشكّ!

لكن العرّافة التبويّة قالت:

لا بدّ من اتقاء اللعنات.

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :