انتظار

انتظار

سيأتِي جُودُو يا صديقي

لِيفتحَ بابَ الانتظارِ برفقٍ

متأبِّطاً حقيبةَ الأُمنياتِ

بنَظَراتِهِ السَّوداءَ الباردةَ

كسفحِ الشِّتاءِ الْمُنهكِ

يرفعُ السِّتَارَ على الْحطبِ الْمُكوَّمِ

بلا دِفْءٍ

وأثَر الْمارقِينَ مِنَ اللَّوحةِ

الصَّارِخِينَ في وجهِ الْحكايةِ

أنْ قِفِي .. ..

مَنْ سيرِثُ الْوطنَ

يا رفيق

إلَّا صِبْيَةً مرُّوا مِنْ ثُقْبِ السَّمآءِ

إلى عليائِها

سَابِحِينَ وَمُسَبِّحِينَ

بِاسْمِ الْخلودِ

وَحُسْنِ الْمَقامِ والرَّفيقِ

وجنَّةٍ لا يدخُلها حاذقٌ

سيأتي

عندَ مصبِّ شلاَّلِها الضَّاحِكِ

لِوَجْهِ الْحياةِ

أنِ اسْتَمِرِّي

فإنَّا معكِ ننتظرُ

وجهَ الْمدينةِ

الْمُطِلّ عَلى بدايةِ الصَّباحِ

والْممرِّ الْمُؤَدِّي

لِسفحِها الْبحرُ

(ايراسا )

نحنُ المنتظِرِينَ أبداً

ننتظرُ ذواتَنا

الَّتي لا تأتِي

وفُتَاتاً منْ نعِيمٍ وصُوَراً تُهاجِرُ

تهاجرُ ولا تعود .

نتقاسمُ اللَّيلَ سوادَهُ

ورجْفَهُ والحنينَ

حتّى اللَّيلُ يرحلُ عنَّا

يا صديق

ويتْرُكنا

عندَ حآفَِّة النَّهار نُعَاسَى

ننتظِر الزَّادَ

والزَّوَّادَةُ لا تَجُود

نهَبوا النَّهارَ

والعصْرَ

وكلَّ الفصول

تعالَ يا صديقي

اقْفِلْ نافذَتَك الْمُطِلِّة

على الْحربِ

صَلِّ صَلاَةَ

الْمَظْلُومِينَ ثُمَّ نَمْ

فَفِي الحلم براحٌ آخرٌ

للانتظار.‏

( الشريف حسن بوغزيل )

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :