بلدية البوانيس  رئة الجنوب .. فهل من متنفس؟!

  بلدية البوانيس  رئة الجنوب .. فهل من متنفس؟!

   حوار :: عابد الفيتوري 

في خضم متابعة فسانيا للنشاطات في مدن  و بلديات الجنوب  أجرت  الصحيفة  لقاء  عبر صفحات التواصل مع الأستاذ أبوالقاسم سعيد عميد بلدية البوانيس الذي تفضل بالإجابة عن استفساراتنا برحابة صدر عن أحوال البلدية   :

  عام دراسي جديد.. وستة فصول إضافية للتلاميذ

   في بداية الحوار استفسرنا عن الاستعدادات للعام الدراسي الجديد ، وتوفر الكتاب المدرسي ، وجاهزية المؤسسات التعليمية ، فرد الأستاذ  أبوالقاسم سعيد بلباقة المتحدث  : ” في  البداية  أتقدم بالشكر والتقدير لصحيفة  فسانيا  لإتاحة هذه الفرصة  لبلدية وادي البوانيس لتسليط الضوء وللوقوف على كل الصعوبات التي تواجه المجلس البلدي و مستوى الخدمات التي  استطاع تقديمها  و الحلول التي قدمها لبعض المشاكل .

     فيما يتعلق باﻻستعدادات لاستقبال العام الدراسي الجديد ، تم التواصل مع مكتب المشروعات بالبلدية لمتابعة مقايسات الصيانة  السريعة  لأغلبية المدارس  بالبلدية ، ونحن بدورنا حاولنا السنة الماضية حل مشكلة العجز بالفصول الدراسية ، وذلك بتأمين عدد 6 فصول للمرحلة الابتدائية بمحلتي  سمنو وتمنهنت .

أما بخصوص الكتاب المدرسي فقد تمت  إحالة الإحصائيات  للمدارس عن طريق مكتب  التعليم  ، وللجهات المختصة لتوفيره هذا العام.

 البوانيس تحت رحمة   السرقات الممنهجة

أما عن الوضع الأمني العام و عمليات التهريب داخل بلدية البوانيس يقول السيد  أبوالقاسم سعيد:

”  يبدو أن عصابات المتاجرة بمعدن النحاس .. تشهد نشاطاً غير معهود خلال الفترة الأخيرة بالمنطقة .. – على سبيل المثال  –  سرقة كوابل الكهرباء المغذية لمحطة المدار بالمنطقة ، وبطاريات شحن الاتصالات لشبكة ليبيانا ، مما أدى  لجعل المنطقة خارج نطاق التغطية لزمن .

لقد حدث هذا بتاريخ 21 يناير 2017 م وتلا ذلك سرقة محولات نقل الطاقة وأسلاك توصيل الكهرباء للمزارع في عدة مواقع ولمسافات تعد بالكيلومترات .

وتوالت السرقات بتخريب جهاز ربط منظومة شبكة الإنترنت ، وحدث  يوم 13 يوليو أن تعرضت مدرسة الزيغن الابتدائية إلى محاولة سرقة أجهزة الحاسوب بالمدرسة .

وطال النهب كوابل الكهرباء المغذية ‏لملعب خماسيات كرة القدم بتاريخ ‏23 أغسطس 2017م .. و سرقة خط الكهرباء اﻻحتياطي في القرية لمسافة 20 عمودا .. و آخر عمليات السطو سرقة منزل مواطن  من البلدية .

و عن مؤسسة الأمن العام بالبلدية و إجراءات الملاحقة  لهذه العصابات يتابع السيد  أبوالقاسم سعيد/ عميد بلدية البوانيس:

    “لقد سعينا لاستحداث مديرية أمن بالبلدية ، والحمد لله تم صدور القرار غير أن هناك  نقصا في الإمكانيات ، من وسائل النقل ، وباقي احتياجات أفراد الأمن ، و نحن نعمل على ضرورة تفعيل  ومساندة المديرية بكل الإمكانيات المتاحة .

 غير أن دور الأمن في هذه المرحلة يحتاج إلى  تكاثف الجهود بين المؤسسات الحكومية والمواطن ، خاصةً في ظل هشاشة الوضع الأمني بالمنطقة  الجنوبية .

قريباً .. راديو البوانيس سيدخل الوسط الإعلامي

  – قيل ” لمهاتير محمد ” باني ماليزيا الحديثة .. كيف صنعت كل هذا المجد في ظرف عشرين عاماً؟  ونقلت البلد من الفقر إلى مصاف الدول المتقدمة .. فأجاب : خصصت ثلث الميزانية للتعليم والثقافة  .

لذا تساءلنا عن لماذا يا ترى  لا تزال مكاتب البلدية تشغل مقر مركز سمنو الثقافي  طوال هذه السنوات ، فيما من المفترض أن يكون هذا المبنى معد ليصبح منبراً تنويرياً  وهذا الأهم ؟

ولم يتم طرح عطاء لإنشاء مركز إعلامي فيما يوجد مركز ثقافي جاهز من دورين بمنطقة الزيغن يحتاج فقط للأثاث وهي إحدى المناطق الثلاث المكونة للبلدية ؟

     أجاب الأستاذ  أبوالقاسم سعيد قائلاً :  طرح مركز إعلامي الغرض  منه تخصيص مقر  لإقامة راديو البوانيس ، نظراً لما للإعلام من دور هام  في توعية  وتقدم  المجتمعات . علماً بأننا نسعى لفتح هذا  الراديو قريبا ً، وسيكون من أولويات اهتمام مكتب  الثقافة بالبلدية والذي استحدث  أخيراً ، و سيتم وضع رؤية  وخطة عمل للرقي بهذا المكتب ، من أجل  التعريف  بالبلدية  على كافة المستويات  ومختلف  النشاطات .

   وتوضيحاً عن: لم تم إعادة طرح صيانة مقر البلدية في عطاء من جديد  رد الأستاذ  أبوالقاسم سعيد:

“إن الطرح  الخاص بمقر  البلدية   ليس  للصيانة ، وإنما  لإنشاء مقر  للبلدية  حتى نتمكن من  توفير وتفعيل كافة  المقرات والمكاتب وفق هيكلية البلديات  . علماً بأن سبب طرحه عزوف الشركات  سابقاً عن التقدم لشراء كراسات المناقصة ، الأمر الذي دعا لإعادة طرحه من جديد

مطار تمنهنت  متنفس لحياة مواطني الجنوب:

  مطار تمنهنت كان  المنفذ الجوي الوحيد لأهل فزان ، وقد بعث نفس الحياة في الجنوب كافةً ، وخفف أعباء السفر برا على العجزة والمرضى ، وأعفاهم من إرهاق المسافات الطويلة والطرق المهدمة وغير الآمنة ، ناهيك عن أزمة الوقود المزمنة والتي تزداد يوماً بعد يوم في الآونة الأخيرة ، إضافةً لأخطار الطريق والسطو المتكرر الذي يتعرض له المسافرون من السكان على طول المسافة 900 كم من سبها إلى طرابلس .

   ترى هل من عودة قريبة لعمل المطار في الفترة القادمة ؟ وماذا عن كلفة صيانة المطار عند بدء التجهيز والتي يقال بأنها  قيمة مغالى فيها ،إذ  بلغت نحو 10 ملايين دينار لمجرد تحوير ( هنجر حديدي ) جاهز ؟

هل تعتقد أن الأسعار كانت مناسبة لأعمال الصيانة التي نفذت حينها ؟ وهل عرضت هذه الصيانة في مناقصة أم تمت بطريق التكليف المباشر ؟

رداً على هذه التساؤلات  قال الأستاذ  أبوالقاسم سعيد:  ” بخصوص  المطار سنسعى لتكثيف الجهود من أجل إعادة  فتحه .خاصةً في ظل انعدام الأمن ونقص الوقود الأمر الذي يؤكد أن مطار تمنهنت بمثابة الرئة التي  يتنفس منها  الجنوب ،بعد ما لمسناه من تسهيل الحركة والتواصل  بين  كافة المناطق ،و توفير الخدمات الأخرى من تأمين  السيولة ،والإسعاف ،وغيرها .

    أما بخصوص الصيانة ، فسأقتنص الفرصة و أتقدم بالشكر الجزيل لكافة الأشخاص والشركات التي وقفت معنا  لإنجاز هذا  العمل في زمن  قياسي ، والتي لم تستلم أي مبالغ مالية إلى الآن رغم مرور  أكثر من  سنتين على الإحالة والمطالبة  بالسداد  من الجهات المسؤولة .

     وفيما يتعلق بالمبلغ فقد رصد للمشروع  بالكامل وليس  للأعمال  التي  تم تنفيذها ، أي هناك  مراحل أخرى لم تكتمل . والسبب في عدم عرضه في مناقصة كان بوازع سرعة الإنجاز ، بحيث تكون للشركات المقدرة على التنفيذ  ، وكل الأعمال التي قامت بها هذه الشركات موثقة بالصور ، ومراحل التنفيذ ، وليست مجرد تحوير “هنجر  حديدي” كما ذكر .

تمنهنت قلب  البوانيس النابض بالنشاطات

  عديد  النشاطات تشهدها بلدية البوانيس ،حيث  تشكل منطقة “تمنهنت” بؤرة نشاط البلدية ، ومؤخراً أقيم بهذه المنطقة المعرض الزراعي   .. الذي أفادنا عنه السيد أبو القاسم سعيد  قائلاً  :

  “بخصوص  المعرض آمل إجراء لقاء خاص مع السيد  “محمد  علي  الهادي” باعتباره  عضو المجلس البلدي ورئيس اللجنة التحضيرية  ،حتى نتمكن من إفساح المجال لأكثر من صوت ، خصوصاً وأن هذا المعرض سينظم  بشكل  دوري سنوياً .

      أما فيما يخص احتضان منطقة تمنهنت   لنشاطات البلدية  فالسبب يعود  لوجود  المقرات  الملائمة،  إضافةً  لتوفر  الخدمات  الأخرى ، من إقامة وإعاشة .

ونسعى لتوفير مقرات وقاعات في  مشاريع  الصيانة  المقبلة ، حتى نتمكن  من  إتاحة  فرص النشاط لكل المناطق  الأخرى .”

صيانة الطريق سمنو-الزيغن من أولوياتنا

  تساءلت فسانيا عن عطل الطريق الرابط بين سمنو– الزيغن منذ وقت طويل بسبب قدم إنشائه . هل لدى البلدية أية أفكار  لصيانته ، ولو بالمجهود الذاتي أو عبر تحفيز العمل التطوعي للشباب ؟

وهل  قدمت البلدية مراسلات بهذا الخصوص لجهات الاختصاص لتوضح حجم المعضلة ؟

 وألا ترى كمسؤول عن بلدية البوانيس أن صيانة الطريق أهم من بناء مركز للحرس البلدي فيما يمكنه القيام بدوره من أي موقع أمني متوفر بالبلدية كمراكز الشرطة و غيرها من المنشآت العامة الشاغرة ؟!

عما طرح من الأسئلة أكد السيد أبو القاسم سعيد /عميد بلدية البوانيس قائلاً :

   الطريق كانت من أولى اهتماماتنا  ، وتم  توقيع عقد من طرف وكيل ديوان المنطقة  الجنوبية ” السيد كنونو” . ونسعى  جاهدين  للتنفيذ  من  قبل إحدى الشركات ،وقيمة  تنفيذها  للمشروع يتجاوز  قيمة الموافقات لسقف التعاقدات. أما  العمل التطوعي  في هذه الحالة لن يجدي نفعاً ،  لأن هذه الطريق تحت

أما  العمل التطوعي  في هذه الحالة لن يجدي نفعاً ،  لأن هذه الطريق تحتاج لإزالة  كاملة .

سؤال عام : 

ذكر عميد بلدية البوانيس أن البلدية قد سعت  للتعاون  مع  الرئاسي  والحكومات  ، و تم طلب مقابلة  رئيس المجلس  الرئاسي من قبل مجموعة من عمداء البلديات بالمنطقة الجنوبية ، وبالتنسيق مع أحد النواب ، ولكن للأسف الشديد لم  يحدث ذلك .

أما بخصوص  الميزانيات ، فلم تصرف للبلدية خلال هذه  السنة  إلى الآن سوى 105 ألف دينار ، وتم الوعد بميزانية  طوارئ ، لم تصرف إلى  الآن .

و أكد السيد أبو القاسم سعيد في نهاية حوارنا معه  :

     ” نحن كبلديات نعاني من عدم توفر الإمكانيات  ، وأصبحنا نعمل كلجان  أزمة  وليس كإدارت مهمتها وضع ومناقشة  سياسات  عامة ومتابعة  تنفيذها مع الجهات والقطاعات المعنية .”

   في الختام .. نتقدم بالشكر والتقدير للأستاذ أبوالقاسم سعيد .. الذي أتاح لنا فرصة التعرف على واقع بلدية البوانيس ونشاطاتها .

 

أسرة تحرير صحيفة ” فسانيا “

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :