بقلم :: عثمان البوسيفي
الكتابة انفتاح جرح ما كما قال كافكا وهنا في ليبيا البلد الشاسع في المساحة والضيق في التفاصيل تزيد من جراحك حينما تريد الخوض في غمار الكتابة عن جرحك النازف وعن حلمك في رؤية بلد ديمقراطي ينعم بالامان مهما خالفك الآخرون في وجهة نظرك
قادتني الخطى الى الميدان الذي يسميه أنصار فبراير ميدان الشهداء ويسميه أنضار سبتمبر الساحة الخضراء وعن نفسي سميه ما تشاء المهم أن يكون الميدان نابضا بالحياة وصلت بعد إطلاق النار من قبل المليشيات المنحازة لمصلحتها في البقاء والرافضة قيام جيش وشرطة سوف تزيحها من المشهد الليبي الى الابد وقد عج المكان بالافراد المنتمين لتلك المليشيات والمتسربين باكرا من مقاعد الدراسة وقد بدأ الغضب على بعضهم فالهتافات التى ذكرت ( حفتر) جعلتهم يفقدون صوابهم ويضغطون على الزناد لتفريق المتظاهرين الحالمين في زمن البؤس برؤية مدينتهم الجميلة خالية منهم .
أحدهم تحدث قائلاً سوف نقتل كل من يطالب بحفتر وحينها بادرتني الأسئلة بهجومها ككل مرة من هذا الذي يحرم الآخرين من أختيار من ينقدهم من عبث الفوضى والانهيار الموشك ؟ ومن وجهي نظري قد تختلف أو قد تتفق مع الاسماء لكن كل هذا لا يبيح لك إطلاق الرصاص على جموع بسيطة خرجت عارية إلا من أحلامها في رؤية المشهد وقد تزين بوجود رجال الجيش والشرطة .
في حواف المكان تجمعت بعض سيارات الشرطة لكنها للأسف كانت تحت قيادة المليشيات المتربعة على صدر المدينة النائمة والحالمة بالتخلص منهم..
مشهد غاية في الغرابة لا تجده إلا في ليبيا سيارات شرطة يقودها منحرفون .
لملمت نفسي وتركت خلفي رجل يقول نحن نريد ليبيا ..