حديقةٌ تصعد إلى سماء درنة اسمها: علي عبد الشفيع الخرم

حديقةٌ تصعد إلى سماء درنة اسمها: علي عبد الشفيع الخرم

الشاعر :: أحمد العيلة

بالأمس غفا الشاعر الخرم غفوته الأبدية، صعدت روحه الشاعرة حديقةً ملؤها الياسمين لتعطر الأعالي، ولاحقته قصائدُهُ بوابات مذهبة ً مفتوحةً لكل الآملين والحالمين بوطن جميل، لم تعرف درنة ما تقول وهي تجري وراءه حين صعد، لم تقدر إلا على جثمانه لتطويه في تربتها أثراً من شاعر عرف كيف يحيل طرقاتها إلى قصائد غزلية معطرة، درنة اجتهدت في وصف مفارقها لتتلو كلماتها الشجية بين أناس لا يعرف جلُّهم أن الخرم حالةٌ شعرية صنِعت خصيصاً من بتلات الورد وأزرار الياسمين، كان لا ينافسه في رقة القصائد وقت ذروته سوى الشاعر الراحل حسن السوسي، وهب الخرم قصائده للجمال والجمال فقط، وأي جمال أحلى من جمال امرأة، تستحق أن يهبها الشعر كله، أتذكر في العام 1989، وأثناء عودتنا من المؤتمر التاسع عشر للكتاب العرب في طرابلس، وكنت وقتها لا أنشر إلا الشعر الوطني خجلاً ووطنيةً، أمسكني من يدي في مطار طرابلس، وقال تعالَ لأريك شيئاً، وأشار إلى مجموعة من فتيات جميلات، وقال: بالله عليك كيف تغفل كل هذا الجمال الذي أمامك وتكتب عن وطن لا تراه؟، سمعت كلامه، وتشجعت في نشر بعض غزلياتي، لكن للعمر ضريبته، فقد انحسر سيله حين كبر، وأصابه الجزر وقل نتاجه الشعري، لكنني متأكدٌ أنه الآن، وبعد أن غادر عالمنا السقيم أو المحفز على السقم، سيأخذ راحته ويكتب أجمل القصائد عن الحب ولكن، ولأسباب ميتافيزيقية لا يمكننا رؤيتها فنبقى كما نحن محرومين من الألق.أحمد بشير العيلة15/9/2021…………………..

الصورة المصاحبة، التقطت في مبنى جمعية الدعوة الإسلامية ببنغازي يوم 20 ديسمبر 2013 في حفل تأبين الشاعر الراحل رجب الماجري، وبمعيتنا الشاعر صلاح الدين الغزال

نبذة عن الشاعر حسب معجم البابطين:.

علي عبد الشفيع الخرم ( ليبيا ).ولد عام 1948 في درنة – ليبياحاصل علي إجازة تدريس خاصة في اللغة العربية والدراسات الإسلامية 1974 .عمل موظفاً إداريّاً في مجال الصحة ثم مدرساً منذ عام 1969, ثم موظفاً بقسم النشاط المدرسي ومايزال .أمين رابطة الأدباء والكتاب بدرنة والجبل الأخضر , ومدير فرقة المتحدين المسرحية , وأحد المشاركين في تأسيس فرع للجمعية الأهلية للمجاهدين القدماء بدرنة .لــه مشاركــات بــارزة في المهرجانات الأدبية والأمسيات الشعرية والنشاطـات الفنيـة , وفي تكوين فــرق للتمثيل والموسيقــا والغناء والرقص .كتب ـ إلى جانب الشعر الفصيح – المسرحية الشعرية والأغنية الشعبية, كما كتب المقالة الأدبية والنقدية .نشر بعض شعره منذ أواخر الستينيات في مختلف الصحف والمجلات الليبية والجزائرية والمغربية والتونسية والموريتانية والسورية واللبنانية واليمنية .

دواوينه الشعرية : سلة الأنغام 1973 – في انتظار الإنسان 1976 – الجوع في مواسم الحصاد 1984, ومسرحية شعرية ( بالاشتراك ) بعنوان : ثمن الحرية 1967 , ومسرحية ثانية بعنوان :

نداء القدس 1968.ممن كتبوا عنه: نجم الدين الكيب , وعبد السلام شلوف , ومحمد الغزالي, وفوزي البشتي, وعبد الرسول العربي من قصائده:…………….

مســـــــــــاورةكيف انتظـرتُ ولم تجيئي

يا رفَّــة النَّفَـــــسِ الدَّفِيءِ تمضي الدقائق

مثقلات النبض في الخطو البطيء وأنا احتراق العشــــــب في

إيماضة الشـــفق المضيء يختضُّ بوحُ الشوقِ

يا _أسفي على الحاني المسيء كم قلـــتُ آن لها الخــــــتام

بشاشـــــة العمــــر الخبيءفحزمتُ أمتعـــة السِّـــــــفار

على مدى الظنِّ الوضيء زوَّادتــي أُنْـــــسٌ لـــــها

مائي , وإبريـــــق الوضــــــــوء لكنَّ طيفـــــــك حاضـــرٌ

مطــــــراً يشـــــــيعُ رؤى القُرُوء فلتغفـــــــري لي عفتي

فلقد أتــــــــــوب عن النســيء

ما زالت اللهفـــــــات أصـداء توســــوس في نشوئي

فلتغنمـــي كأســــــاً لها ماضٍ من العبــــــــق البريء

أأقــــــــول إن نجـــــــــيّتي لمســــتْ على وهم هد

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :