بريكست .. نهاية دولة

بريكست .. نهاية دولة

  • د / سعد الاريل

يوم الأول من فبراير عام 2020 هو الخروج النهائي لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي بصفة نهائية بعد محاورات وجدال ما بين الحزبين الرئيسيين وهما المحافظون و العمال لينتهي الحوار بانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي وأجمع الكثير من الاقتصاديين و المحللين أن هذا الانفصال سوف يكون له الأثر الأكبر على الاقتصاد البريطاني .. فولادة الاتحاد كانت متعسرة من جانب البريطانيين حيث كان عدم دخولهم إلى كتلة اليورو له الأثر الأكبر على تخلخل العلاقة الوضعية في جانب الاتحاد النقدي الركيزة الأهم في اقتصاديات أوروبا و بريطانيا .. فالبريطانيون لازالوا متمسكين برأس الملكة في عملتهم المحلية .. فاليورو يحقق مكاسب كبيرة في أوروبا بجانب الدولار الأمريكي الذى يمثل اليوم الند الأكبر للدولار ..فاليورو يمثل اليوم 30% أو أكثر من احتياطات المصارف المركزية العالمية .. الخروج من الاتحاد سوف يكون له الأثر العكسي على الناتج البريطاني بحوالي 18% ..نحن لو نظرنا إلى الجوانب الهامة عن مدى تأثير الخروج البريطاني من الاتحاد يتمثل في ثلاثة محاور رئيسية وهى : الحواجز التجارية – و الاستثمار الأجنبي المباشر – الهجرة. هذه العوامل الثلاثة لها التأثير الأقوى في العلاقة ما بين بريطانيا اليوم و الاتحاد الأوروبي.. و نحن سوف نبين أثر هذه العوالم من سلب أو إيجاب على الناتج المحلى لبريطانيا من الخروج : – الحواجز التجارية فالتجارة هي العامل الحاسم في التنمية و الاقتصاد وفي حياة الشعوب فالتاريخ يظهر لنا عامل التجارة ذات العامل الرئيس في حياة الشعب البريطاني حيث كونت شركتا الهند الغربية و الشرقية اللتان نهضتا بالاقتصاد البريطاني وسيطرة الجنيه الأسترليني على السوق العالمية حتى نهاية الستينات حيث تراجع الأسترليني عن الساحة العالمية بدخول الدولار للسوق العالمية و بريطانيا تمثل السوق التجارية حول العالم مثل سوق ( لندن التجاري ) ..و كانت السلع البريطانية هي المسيطرة على السوق التجاري العالمي .. مع ولادة الاتحاد الأوروبي انتعشت التجارة ما بين الاتحاد و بريطانيا و ساهم هذا الاندماج بحوالي 48% فالإسهامات في الاقتصاد البريطاني ظلت ضئيلة من قبل أمريكا لا تتجاوز 0.3% و أمريكا اليوم هي وراء الانفكاك من الاتحاد بشكل رسمي ووعدت بريطانيا بالكثير من الأموال بعد خروجها من الاتحاد .. أما الصين و الدول الأخرى لم تساهم في بريطانيا من أقل من 0.1% من ثم سوف تكون هناك حواجز جمركية ما بين أوروبا و بريطانيا – الاستثمار الأجنبي المباشر لعل العامل الرئيسي في الاقتصاد البريطاني هو عامل الاستثمار الأجنبي المباشر الذي كان معضدا للاقتصاد البريطاني و لعل شركة ( إيرباص ) كانت دفعة كبيرة للاقتصاد البريطاني حيث أن سوق ( إيرباص ) للملاحة الجوية قد كسب السوق العالمية في التجارية و الاستثمار حيث اليوم أن هذه الشركة هي أكبر منافس لشركة ( بوينج ) الأمريكية ..و حيث أن خمسين من الشركات الأوروبية سوف تتقلص في السوق البريطانية إلى 48% .. – الهجرة هي عامل آخر في حياة البريطانيين الاقتصادية فانتقال اليد العاملة من الجانب الأوروبي ساهم في الناتج المحلي الإجمالي و قد يؤدي بعد تقليص الدخول مابين الاتحاد و بريطانيا إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي إلى 1.69% .. فالهجرة مثلت العامل الرئيس للاقتصاد البريطاني ..في الواقع إن هذا الانفكاك سوف يكون نقمة كبرى في حياة الشعب البريطاني الذي يعاني اليوم من تأزم اقتصادي و الحكومة البريطانية و على رأسها ( جونسون ) المدفوع أمريكيا للانفصال عن أوروبا سوف يدفع ببريطانيا للأسف إلى هوة سحيقة من التراجع.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :