محمود السوكني
بات من الواضح أن ماتهدف إليه دولة الكيان الصهيوني في حربها على غزة ليس تصفية حماس بل إبادة الشعب الفلسطيني الذي بدأ وجوده يشكل هاجساً يقض مضاجع حكومات صهيون ، وهاهو العدو المحتل ينقض بكل فظاظة وبلا رحمة ولا شفقة ودون مراعاة لقواعد الحروب وضوابطها وما إتفق بشأنه العالم بأسره في المنازعات الدولية بين الدول -بإعتبار أن فلسطين دولة- وشروطها وأحكامها ، كل ما سبق لم تعره عصابة النتن إهتماماً رغم وروده في (سفر التثنية) كما لم تصغى لصيحات الإستنكار ولا لهمهمات الإستهجان ، وحتى دعوات أصدقاء هذا الكيان المسخ لم يشفع لهم دعمهم الكامل وتأييدهم المفرط في أن يأخذ بنصائحهم ، فالمحتل يعلم قادته جيداً أن لا أحد من أصدقائه المتيمين به يفكر مجرد التفكير في التخلي عن مساندته أو يخطر على باله الإعتراض على أفعاله القميئة !
يقول الرئيس الأمريكي الأسبق عرّاب أوسلو وراعي الإتفاق العربي الإسرائيلي الرئيس جيمي كارتر ” لا يستطيع الكونجرس الأمريكي معارضة سياسات إسرائيل حتى وإن تعارضت مع كل الأعراف والمواثيق الدولية ” ويضيف “إن إسرائيل تقوم بإضطهاد فظيع لحقوق الإنسان ” هذا ما قاله الرئيس الأمريكي بتجرد وهو المعروف عنه طيبته المتناهية وحبه لفعل الخير ، وهذا الأمر ليس بمستغرب ، فكثير من الرؤساء الأمريكيين عندما ينفكون من أسر البيت الأبيض يطلقون العنان لأفكارهم دون ضابط يلجمها .
لقد تأكد لإسرائيل أن (فلسطين لم تعد قضية العرب الأولى كما يدّعون ، وأن كل هذه (البرباقاندا) التي يطلقها حكامها ليست سوى بضاعة رديئة عفا عليها الزمن يسوقونها لشعوبهم ، فالقضية لديهم قد ماتت وماتقوم به حماس وكتائب القسام وما شابهها من (الإرهابيين) مغامرات مقرفة لا حاجة لهم بها وهي بإختصار شديد وبمنتهى الوضوح تشكل وجعاً في الرأس لم يعد محتملاً ) ما سبق بين هلالين ليس من بنات أفكاري وإن كنت لا أختلف كثيراً مع فحواه ، ولكنه تصريح تناقلته وسائل الاعلام لإيلي كوهين الناطق الرسمي لما يسمى (حكومة إسرائيل) ذكره بكل وقاحة وبتبجح سافر لم يراعى فيه حتى المعايير الدبلوماسية ومباديء العلاقات بين الدول ، لقد أصر هذا الرعديد على أن ما صرح به ليس سوى بعض مما يهمس به حكامنا في أذن النتن ياهو !!
الغريب أننا لم نسمع بتكذيب لهذا التصريح من حكومات الأقطار العربية المطبعة مع العدو وكأنه أفشى سراً لا قدرة لهم على تكذيبه .
من المحزن أن قادة الإستيطان الذين تلقفتهم دولة بني صهيون من شتات الأرض يجتمعون لتقسيم المناطق في غزة لبناء مستوطناتهم الجديدة ، وقطر عربي يحتفي بإفتتاح أول حائط مبكى لليهود ويقيم صلاة مشتركة تخليداً للحدث !