عمر علي ابوسعدة
بعاصفة هوجاء ورياح عاتية وأمطار غزيرة ضرب إعصار ( دانيال ) سواحل شرقنا الحبيب دون رأفة أو رحمة بدرنة وسوسة والبيضاء وغيرها .. مخلفاً كارثة إنسانية لم تكن متوقعة بهذا الحجم المخيف آلاف الشهداء والمفقودين والأسر المشردة في أحوال مناخية وتغيرات بيئية غير مسبوقة ، فأحياء بالكامل جرفتها السيول إلى البحر مع ساكنيها مأساة أدعو الله أن تكون آخر الأحزان ، ومن هول الكارثة المريعة استنفر وفزع الشعب الليبي بكل طاقته وإمكانياته صوب شرقه الحبيب بجيشه وأجهزته الامنية والإنقاذية وطواقمه الطبية وشركات الكهرباء والطيران والاتصالات وبالإغاثة والاحتياجات الانسانية من رجال الاعمال والتجار وبالمتطوعين من الشرق والغرب والوسط والجنوب ، حدث كل هذا التفاعل والتلاحم خلال ساعات فقط من عمر المأساة ، والآن الشعب الليبي بكل اختلافاته المناطقية والسياسية المصطنعة وبمكوناته وإثنياته متواجد بشرقنا الحبيب ، فهل أدركنا أن هذا دأب الشعوب الحية كل ما نقص تاريخها قامت إليه لتنظف شوائبها ، فيا لوجه الغرابة والعجب ؟!
ما تفرقه السياسة تجمعه كارثة في لحظة ، اعتقد جازماً أن هذا الدرس القاسي أثبت أن الشعب الليبي الأبي سيظل دوماً واحداً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .. تقبل الله شهداءنا بفردوسه الأعلى وأشفى جرحانا وسلم مفقودينا .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .