دفعوا ثمن حروبنا فرفقاً بهم !!!

دفعوا ثمن حروبنا فرفقاً بهم !!!

سالم أبوظهير 

تعرضنا لحرب عنيفة، خلفت دمار وكوارث ومأسي، من الصعب حصرها، ورغم فداحة مخلفاتها ،لكن أفدح وأصعب ماخلفته هذه اللعينة ، أثارها السلبية السيئة على أطفالنا فلذات أكبادنا،  فقد تورط أطفالنا في حرب ، لا علاقة لهم بها ، وأرغمناهم على معايشة ومشاهدة أعمال العنف والقتل والنزوح والتهجير والخوف والجوع والفقر والمرض والحرمان من أبسط حقوقهم.

تأثر أطفالنا  بمأسي الحرب ، يكون أضعاف أضعاف تأثرنا بها ، فهم كائنات ضعيفة في طور النمو ، وعاجزة عن مواجهة ضغوط الحياة اليومية العادية ، فما بالك بإجبارهم على التعايش مع مشاهد الدمار والقتل والتهجير والنزوح وأجواء القصف المستمر.

وحتى بعد أن أنتهت الحرب ،ستبقى في ذاكرة أكبادنا تلك الصورة المأساوية المؤلمة التي خلفتها حرب أجبرتهم على العيش في مجتمع مضطرب لا يوفر لهم الطمأنينة ليحققوا متطلبات نموهم بشكل طبيعي وسليم.

بعد انتهاء الحرب سيعانى أطفالنا من أعراض اضطرابات نفسية ، قد تلازم بعضهم حتى مراحل متقدمة من العمر ، وهي أعراض وانتكاسات  يسميها علماء النفس بصدمة الحرب واضطرابات ضغوط ما بعد الصدمة . تظهر هذه الاضطرابات المعقدة ، في شكل أعراض متباينة مختلفة منها الشرود الدائم ، وقلة التركيز والتبول اللاإرادي والشعور الدائم بالقلق والخوف والكوابيس الليلية المستمرة .

آثار الحروب والنزاعات المسلحة ،رغم اختلافها من مكان لآخر ، لكنها تظهر في الغالب بمستويات مختلفة من  درجات قليلة إلى متوسطة إلى شديدة ،حتى تصل إلى درجة أشد ، وتؤثر كل بحسب مستوى الدرجة بشكل واضح على تعامل الطفل مع الأخرين ، وعلى سلوكه العام ،وعلى مستوى تحصيله الدراسي.

وبحسب اقرار جمعية الطب النفسي الأميركية فإن اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة عند الأطفال المعاصرين للحرب ، تتمثل في استعادتهم لأحداثها المؤلمة عن طريق اللعب المتكرر المرتبط بالصدمة، بالإضافة إلى إنخفاض الرغبة في بعض الأنشطة والمهارات بما في ذلك الكلام. وأن هذه الاضطرابات المؤلمة تؤدي إلى عجز مستديم قد تمتد وتستمر مضاعفاته وآثاره السيئة من ساعات  إلى أسابيع أو أشهر أو سنوات، مما يجعل التعامل والمعالجة مع هذا الاضطراب أمر بالغ الصعوبة.

تقرير الجمعية يؤكد أيضا على أن هذا الاضطراب يحدث عندما يتعرض الطفل  للتهديد بالموت أو لأذى جسدي شديد قد يؤدي إلى الإعاقة، أو عندما يتعرض لحدث مؤلم جدا كصدمة قوية مثلاً ) وأخطر هذه الصدمات أهوال الحروب، ورؤية أعمال العنف والقتل، والكوارث الطبيعية، والاعتداء الخطير على أحد أفراد العائلة.

لاتهويل ولا مبالغة في كل ماسبق ذكره ، لكنها محاولة للفت انتباه الكبار من أباء وأمهات وإخوة وأخوات ومعلمين ومعلمات ، رفقا بأطفالنا وهم يؤدون امتحاناتهم في مثل هذه الأجواء رفقا بهم..  رفقا بهم رجاء ..!!! 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :