قال المهندس فهد الجهرمي، رئيس قطاع المشاريع في شركة الديار القطرية، إن فوز قطر بحق استضافة كأس العالم 2022 أسهم في تسريع وتيرة التنمية في البلاد، تماشياً مع الجهود الرامية لتحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، مشيراً إلى أن مدينة لوسيل العصرية جاهزة لاستقبال العالم خلال المونديال المرتقب نهاية العام الجاري. وأضاف الجهرمي، في حوار لموقع (Qatar2022.qa)، إن قطر شهدت خلال السنوات الماضية العديد من مشاريع البنية التحتية المتطورة، مثل مترو الدوحة، وشبكات الطرق، ومدينة لوسيل الحديثة، التي تأسست لدعم النمو الاقتصادي في البلاد، وتعد تجسيداً عملياً لرؤية قطر الوطنية، وأحد أهم مخططاتها التنموية واسعة النطاق.

وأضاف: “أردنا بناء مدينة عصرية متكاملة، وتمثل امتداداً لمدينة الدوحة، وتستوعب أكثر من 400 ألف من السكان والزوار، وتمثلت رؤيتنا في إنشاء وجهة تزخر بفرص الترفيه المتنوعة، علماً بأن مخططاتنا كانت قد بدأت قبل فوز قطر بحق استضافة المونديال. وتضم المدينة المستدامة العديد من المبانٍي السكنية والفنادق والمرافق رياضية والمراكز التجارية بالإضافة إلى المعالم السياحية والحدائق الفسيحة، وتتميز بشبكة متكاملة من المواصلات العامة المتطورة.” ويشتمل المخطط العام لمدينة لوسيل على منظومة للنقل العام قادرة على خدمة أكثر من مليون مشجع تستعد المدينة لاستقبالهم خلال فترة المونديال، ويضم عدداً من مواقف “اركن وتنقل” موزعة في أنحاء المدينة، إضافة إلى شبكة الترام الخفيف المتصلة بالمترو، ونظام نقل بحري، ومسارات للمشي وركوب الدراجات الهوائية بطول 75 كم.

وفي هذا السياق قال الجهرمي: “يعتبر تنوع وسائل المواصلات في لوسيل وتكاملها وعملها معاً في تناغم، أحد المميزات الفريدة للمدينة، فقد نجحنا في جعل التنقل في أرجاء المدينة دون الحاجة إلى سيارة أمراً حقيقياً، وهو تجسيد عملي لمفهوم المدينة المستدامة”. ويتطلع الجهرمي للحظة التي ستكون فيها المدينة محط أنظار العالم، عندما تستضيف نهائي المونديال في 18 ديسمبر.

وقال: “ستعم المدينة أجواء من الإثارة والحماس طوال منافسات البطولة، خاصة خلال المباراة النهائية التي يتوقع أن يتابعها عبر الشاشات المليارات من مشجعي كرة القدم في أنحاء العالم، تزامناً مع مناسبة غالية على قلوبنا جميعاً، وهي اليوم الوطني للدولة. كلنا حماس لاستضافة أكبر فعالية في عالم كرة القدم.

” واستضافت مدينة لوسيل عدداً من الأحداث الرياضية الكبرى خلال السنوات الماضية، من بينها بطولة العالم لكرة اليد للرجال 2015، وأول سباق للفورمولا 1 في قطر عام 2021، وبعد أقل من 100 يوم ستكون المدينة في قلب الحدث خلال مونديال قطر 2022.

حيث تحتض أكبر استادات البطولة. وتحظى مدينة لوسيل بمكانة خاصة في قلوب القطريين، وتعكس اليوم رؤية الدولة وطموحاتها، وكان مؤسس قطر الحديثة الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني، رحمه الله، قد اختار لوسيل موطناً له في القرن التاسع عشر، فبنى فيها قلعة تقع على بعد 23 كم من مدينة الدوحة، وقد اشتُق اسم المدينة من “الوسل” وهي نبتة نادرة تعتبر منطقة لوسيل موطنها الأصلي.

وبعد مرور أكثر من قرن، بدأ العمل لتحويل المنطقة إلى مدينة عصرية منذ العام 2005، إلى أن أصبحت لوسيل الآن في جاهزية لاستقبال الزوار والمشجعين من أنحاء العالم خلال المونديال، حيث يشهد الاستاد، الذي تحتضنه المدينة في قلبها ويحمل اسمها، مباريات في جميع مراحل منافسات كأس العالم بداية بمباراة الأرجنتين والسعودية في 22 نوفمبر لحساب المجموعة الثالثة، وختاماً بنهائي البطولة في 18 ديسمبر. يشار إلى أن شركة الديار القطرية للاستثمار العقاري تأسست في العام 2005 كإحدى شركات جهاز قطر للاستثمار، بهدف الإسهام في دعم الاقتصاد القطري المتنامي، وتنسيق أولويات التنمية العقارية في البلاد.

ويعد مشروع مدينة لوسيل أهم محطة في تاريخ الشركة، وسرعان ما حصل على إشادة كبيرة لتوظيفه أساليب ومناهج مبتكرة في عالم العقارات. ويستضيف استاد لوسيل، الذي يتسع لأكثر من 80 ألف مشجّع، فعالية كأس سوبر لوسيل يوم الجمعة المقبل، وتشهد مباراة مرتقبة بين نادي الهلال، بطل الدوري السعودي، ونادي الزمالك، بطل الدوري المصري، ويسبقها حفل غنائي لنجم الغناء العربي الفنان عمرو دياب.