راما متاني لفسانيا : اترك أثرا يحاكي أجيالا من بعدك..

راما متاني لفسانيا : اترك أثرا يحاكي أجيالا من بعدك..

تمهِّد نفسها للقُرَّاء بطبيعتها الحُرَّة كما هي دون ادعاءات أو تكلُّف، دونَ أن تلعبَ أدوارًا لا تُشبِهُها وتحاول أن تحاكي تفاصيلاً غائبة، لا تُرى بالعين المُجردَة، و تفتح بصيرة الإنسان ليُلاحِظ مدى تأثير الأشياء الّصغيرة التي يُمكِن أن تُبهِجه. وتتمنى أن تكون مصدرًا إيجابيًا لهُم، و أن تنثُرَ الفرح بدلاً من الحُزن. خاضت تجربتها الأولى في النشر مع عالم الرواية وتستعد لإماطة اللثام مستقبلاً عن كتابها في مجال التنمية البشرية وهو مجالها المفضل كما تقول. حوارنا مع الكاتبة الأردنية الشابة راما متاني.


الكاتبة الأردنية الشابة راما متاني

بداية من هي راما متاني وكيف تقدمين نفسك للقراء الكرام؟

راما عبد القادر متاني، مضى من عُمري اثنان وعُشرون عامًا من عطاء الله، مَواليدْ الأُردُن. حقيقةً من أَكون؟ إنني إنسانة تسعى لترْك أثَر خيِّر قبل رحيلها. سؤال الّتعريف بالذات رُغمَ أنه أكثّر ما يُسأَل، إلاّ أنهُ دائمًا هُناك جانب من الإجابة يبقى ناقصًا، على نقيض وضوح السؤال تمامًا. فالمُهِم في معرِفة الإنسان ليس مظهرَهُ أو عِرقَهُ أو لَونَهُ أو دياناتهُ، المُهِم هو كيانُه، فِكرُه وكَياستُه، ما يصطفيه قلبُه وما تُوحي بِه روحُه، ما يدُل على وجوده والّشخصية التي تُمثِّلُه. أمهِّد نفسي للقُرَّاء بطبيعتي الحُرَّة كما أنا دون ادعاءات أو تكلُّف، دونَ أن ألعبَ أدوارًا لا تُشبِهُني. دونَ تشريع أبوابي ودون َوصْدِها أمامهُم بالكامِل، أي بترك مسافة أمان تحفَظُني. أُحاول أن أُحاكي تفاصيلاً غائبة، لا تُرى بالعين المُجردَة، تفتح بصيرة الإنسان ليُلاحِظ مدى تأثير الأشياء الّصغيرة التي يُمكِن أن تُبهِجه. وأتمنى أن أكون مصدرًا إيجابيًا لهُم، أن أنثُرَ الفرح بدلاً من الحُزن. وفي ظَرف لم تُسعفني بِه حالتي المزاجية، أتوقَف. فأنا لا أميل لِأنْ أفتحَ جُرحًا ليَنْزِف، أختار تضميدَه عِوضًا عن ذلك.

متى كان ميلاد القراءة لديك وهل كان للأسرة دور في ذلك؟ كُلَّ يومٍ أقرأ به هو ميلادٌ لي. القراءة هي نصف صديق ونصف حبيب، ليسَت كامِلَة الأوصاف، لكنّها تُكمِل النقص الذي بداخلِك بتوجيهِها لك، وفي كُلِّ مرة تقرأ بها ترى طَيش فِهمك. نسبةً لي القراءة لم تُحدد بموعِد بداية، لطالمَا كُنتُ أقرأ الإشارات والدلائل الكونية باستمرار، والأهم من أن تقرأ، أن تفهمَ ما تُقِر بقرائتِه، ومُنذُ المرحلة الابتدائية أول ما باشرنا بِه وعلمتْنا إياه العائلة هو القراءة، فكيفَ لي أن أُحدِدَها بموعدِ ميلاد؟

نفهم من ذلك أن البيئة كانت قارئة ومشجعة ومحفزة على القراءة. أسألك هنا عن مجالات القراءة لديك ما أكثر مجال تحب راما أن تقرأ فيه وكذلك من حيث الأسماء؟

نعم إنها كذلك. أكثر ما أُحِب وجذبني كُتب التنمية البشرية وعلم النفس. و من حيث الأسماء إبراهيم الفقي، علي الوردي فهد عامر الأحمدي ، نابليون هيل ،جوزيف ميرفي، دانييل جولمان ،مارك مانسون، روندا بايرن و مجموعات قصصية أدهم شرقاوي.

تدرسين إدارة الأعمال. هل كان اختيارك للتخصص رغبة منك أم رغبة وتوجيهات العائلة؟

لقد كانت رغبة مني.

حدثينا الآن عن بداية الكتابة بالنسبة لك كيف كانت إلى أن وصلتِ إلى مرحلة المباشرة بنشر أول أعمالك؟

الكتابة منفس بالنسبة لي حين أغضب أو أحزن أكتُب لأُحجِم ما أشعُر به وحين أفرح وأشعُر بالامتنان أكتُب لعدم قُدرتي على التعبير بالشكل الذي أرجوه، فألجأ للكتابة. أكتُب مُنذُ الّرابعة عشرة تقريبًا بيني وبين نفسي كنتُ أُخفي كتاباتي إلى حين كبِرتُ قليلاً، مع هذا تلك العادة الطفولية بقيت عالقة بي، لا زِلتُ أحتفظ ببعضها لي وحدي، في دفتري الخاص. في يوم من الأيام كنّا نتحدث أنا وصديقتي، قرأت بعض النصوص والخواطر لي، كنّا نُمازِح بعضنا ونلهو بخيالِنا، حتى ألهمتني لفكرة أن أُصدِر كتابًا، كان الأمر بالنسبة لنّا فُكاهة حتى أصبحَ واقعًا وسحبني إلى داخلِه دون أن أعي هذا. لا أدري ما الجُرأة التي تملكتني وقتها حين طَرحتُ الفكرة على عائلتي قاموا بتشجيعي، ولكُل بداية نوع مُختلِف من الحماس ولذَّة أخرى، توجهت بالسؤال لأصحاب الخبرة وتوفقت مع دار النشر ثُمّ أصدرت أول عمل لي.

تذكرين بأن تلك العادة ألا وهي إخفاء الكتابات لازالت عالقة بك حتى الآن. أي نوع من الكتابات هذه وهل يمكن البوح بها الآن؟

هي كتابة يُلامسها نوع من الخيال والبوح.

عادة لكل كاتب قضايا معينة تشكل الحيز الأكبر من قراءاته وتفكيره وتتجلى في كتاباته ربما. هل لك قضية بارزة أو اتجاه تكتبين عنه بشكل أكبر؟

أجل، تحديداً تطوير الذات.

لماذا كانت أولى أعمالك في جانب الرواية وتحديداً روايتك “معجزة الياسمين” وكيف تقيّمين هذه التجربة؟

لم يكُن هُناك غاية مُحددة لاختياري للرواية لكن عندما دمجت القليل من الخيال مع الكثير من الأمل أحببت أن أسرُدها على هيئة أبطال يؤمنون بالأمل وتحقيق أمانيهم، فشعوري من حفزني. أقيِّمها بتجربة جيدة ومُثيرة على الصعيد الشخصي بالنسبة لي.

كيف كان تعاملك مع دار النشر وما أبرز النقاط المستفادة؟

كان تعاملهم لطيفا وراقيا، لم يماطلوا بالوقت. النقاط المستفادة: الاتفاق المتبادل وإمكانية إعادة النشر مع التعديل في الوقت الذي أريده.

لديك كتاب قادم في مجال التنمية البشرية. ماذا يعني لك هذا المجال من الكتابة؟

بالنسبة لي هذا المجال عبارة عن حاجة تُشبع الرغبات بعديد من الأحرف. وتُريك نقصا لم تره بداخلك ثم تكمله، كُلّما تعمقتُ بها تسحبني إلى الداخل أكثر وتعْلِمُني بالعديد من المعلومات التي أجهلُها.

لديك لغة عربية جميلة وتختارين كلماتك بعناية. مستقبلاً هل من الممكن أن نرى راما متاني تكتب المقالات الأدبية والكتابات السردية المختلفة بشكل مكثف خصوصا وأنك صاحبة تجربة في رواية سابقة؟

أسعى للتطوير والوصول إلى هذه المرحلة بشكل يليق بها، فإن كان مُقدّرًا لي هذا ستراني إن شاء الله.

كلمة للكُتاب الشباب والذين لم يخوضوا تجربة النشر الأولى حتى الآن ويعانون من تردد. ماذا تقولين لهم؟

التردُد في النشر جيِّد لكن لحَد مُعيَن ولأسباب قويمة منها: التأني قدَر المُستطاع للخروج بأفكار مُساعدة للاستمرارية، إضافة إلى استشارة أهل الخبرة بكُل ما يخُص النشر وأيضًا ما يَخُص ما تكتبه، البعض يقول من الجيد الاستشارة بما تكتُبه والبعض الآخر يذِم هذا الفعل ويوحي لك أنه منسوب لقلة ثقتك بكتابتك، لكن أنا ضد هذا الأمر، العائد الذي ستجنيه مُستقبلاً من نُبوغ سيكون أكبر من قضية الشك وإمّا أن تَجد ثغرة فيك لم تكُن مرئية بالنسبة لك وتُعالِجها أو تأخُذ جرعة حماس للإكمال. الجميع تُراودُه الشكوك حول أيِّ شيء، هذه فطرة بشرية. حتى إن لم تكُن موهوبًا بالكتابة، تجرّد من كلمة مستحيل، فأنت تستطيع أن تكتسب هذه المهارة بعملك الدؤوب والتدريب والتحسين المُستمِر. كلمة أخيرة في نهاية الحوار ؟

كلمة أخيرة: اتْرُك أثرًا يُحاكي أجيالاً من بعدك، وفي منتصف عتمتك كُن أنت الإلهام للنور.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :